للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"لَيَرِدَنَّ َعَلَيَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي. حَتَّى إِذَا رَأَيتُهُمْ وَرُفِعُوا إِليَّ، اخْتُلِجُوا دُونِي. فَلأتولَنَّ: أَي رَبِّ، أُصَيحَابِي. أُصَيحَابِي. فَلَيُقَالنَّ لِي: إنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ".

٥٨٤٥ - (٠٠) (٠٠) وحدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ. قَالا: حَدَّثَنَا عَلِي بْنُ مُسْهِرٍ. ح وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيبٍ

ــ

(ليردن علي) أي ليأتين عليَّ (الحوض) أي عند حوضي (رجال ممن صاحبني) في الدنيا وأسلموا معي ثم ارتدوا بعد وفاتي (حتى إذا) دنوا مني و (رأيتهم ورفعوا إليّ) أي قربوا إليّ وأظهروا لي (اختلجوا) بالبناء للمجهول أي اقتطعوا وأخذوا (دوني) أي في مكان أدنى مني وأُخرجوا من بين الواردين ورجعوا إلى ورائهم من الاختلاج بمعنى الانتزاع يقال: اختلج ولد الناقة إذا فُطم ويقال: ناقة خلوج إذا اختلج عنهها ولدها فقل لبنها كذا في القاموس، وقوله: (فلأقولن) معطوف على قوله ليردن علي أي فوالله لأقولن بعد اختلاجهم (أي رب) أي يا رب هؤلاء الذين اختلجوا دوني (أصيحابي أصيحابي) تصغير أصحاب على غير قياس كذا في المفهم، ووقع في الروايات مصغرًا مكررًا، وفي بعض النسخ أصحابي أصحابي مكبرًا مكررًا، قال القاضي: هذا دليل لصحة تأويل من أوّل أنهم أهل الردة ولهذا قال فيهم: "سحقًا سحقًا" ولا يقول ذلك في مذنبي الأمة بل يشفع لهم ويهتم لأمرهم اهـ نووي باختصار. وقوله: (فليقالن لي) من جهة الله أو من جهة الملائكة معطوف على قوله: فلأقولن أي فوالله ليقالن لي في جواب قولي ذلك (إنك) يا محمَّد (لا تدري) ولا تعلم (ما أحدثوا) وابتدعوا (بعدك) أي بعد وفاتك فإنهم ارتدوا وبدّلوا دينك فلا حق لهم من شرب الحوض ولا من نعيم الجنة.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري أخرجه في الرقاق في ذكر الحوض عن مسلم بن إبراهيم اهـ تحفة الأشراف.

ثم ذكر المؤلف -رحمه الله تعالى- المتابعة في حديث أنس هذا رضي الله عنه فقال:

٥٨٤٥ - (٠٠) (٠٠) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر) السعدي المروزي (قالا: حدثنا علي بن مسهر) بصيغة اسم الفاعل من أسهر الرباعي القرشي الكوفي، ثقة، من (٨) روى عنه في (١٤) بابا (ح وحدثنا أبو كريب) محمَّد بن العلاء

<<  <  ج: ص:  >  >>