ما بين المنكبين ليس بالطويل ولا بالقصير) بل وسط بينهما (قال أبو كريب) في روايته: (له شعر) يضرب منكبيه بدل قول عمرو (شعره) واختلف الروايات في شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي رواية عظيم الجمة إلى شحمة أذنيه، وفي رواية ما رأيت من ذي لمة أحسن، وفي رواية كان يضرب شعره منكبيه، وفي رواية إلى أنصاف أذنيه، وفي رواية بين أذنيه وعاتقه فبينها معارضة. (قلت): لا معارضة لأن اختلافها بالنظر إلى اختلاف الأوقات والأحوال فإنه إذا غفل عن تقصيرها بلغت المنكب أو جاوزته وإذا قصرها كانت إلى أنصاف أذنيه أو فوقها أو تحتها فكان صلى الله عليه وسلم يقصّر أحيانًا ويطوّل أحيانًا فبحسب ذلك اختلفت الروايات والله سبحانه وتعالى أعلم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث البراء رضي الله عنه فقال:
(٥٩١٣) - (٠٠)(٠٠)(حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا إسحاق بن منصور) السلولي بفتح السين وضم اللام نسبة إلى بني سلول مولاهم أبو عبد الرحمن الكوفي، صدوق، من (٩) روى عنه في (٥) أبواب (عن إبراهيم بن يوسف) بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي الكوفي، صدوق، من (٧) روى عنه في (٣) أبواب (عن أبيه) يوسف بن إسحاق السبيعي الكوفي، ثقة، من (٧) روى عنه في (٣) أبواب (عن أبي إسحاق) السبيعي عمرو بن عبد الله الكوفي، ثقة، من (٣)(قال) أبو إسحاق: (سمعت البراء) بن عازب (يقول): وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة يوسف بن إسحاق لشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس) أي أجمل الناس (وجهًا وأحسنه) أي أحسن الناس (خلقًا) بفتح الخاء وسكون اللام أي ذاتًا لأن مراده صفات جسمه، وأما في حديث أنس فرويناه بالضم لأنه إنما أخبر عن حسن معاشرته اهـ نووي، وأما قوله:(وأحسنه) بالإفراد فقال أبو حاتم وغيره: هكذا تقوله