٥٩٤٢ - (٠٠)(٠٠)(وحدثنا) محمد بن يحيى (بن أبي عمر) العدني المكي (حدثنا سفيان) بن عيينة (عن عمرو) بن دينار (قال) عمرو: (قلت لعروة: كم لبث) أي كم جلس (النبي صلى الله عليه وسلم بمكة) بعد البعثة وقبل الهجرة (قال) عروة: جلس بينهما بمكة (عشرًا) من السنوات ثم هاجر، قال عمرو:(قلت) لعروة: (فإن ابن عباس يقول): جلس النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بينهما (بضع عشرة) سنة، والبضع بكسر الباء وسكون الضاد ما بين العقود من الآحاد أي مكث ثلاث عشرة سنة، وهو المراد هنا من البضع بدليل الرواية الأولى، قال القرطبي: والأشهر في لفظ البضع أنه من الثلاث إلى السبع فيصلح البضع هنا لقول ابن عباس الثلاث عشرة والخمس عشرة فأنكر عروة ذلك اهـ من المفهم. وهذا السند أيضًا من رباعياته، غرضه بيان متابعة ابن أبي عمر لأبي معمر (قال) عمرو بن دينار: فخطأه عروة أي فنسب عروة ابن عباس إلى الخطأ فيما يقول: (فغفره) أي فاستغفر عروة لابن عباس من خطأه (وقال) عروة: (إنما أخذه) أي إنما أخذ ابن عباس قوله بضع عشرة (من قول الشاعر) يعني أبا قيس صرمة بن أبي أنس حيث يقول:
ثوى في قريش بضع عشرة حِجة ... يُذكّر لو يلقى صديقًا مواتيًا
وقد وقع هذا البيت في بعض نسخ صحيح مسلم وليس هو في عامتها.
قوله:(ثوى) من الثواء وهو الإقامة يقال ثوى بالمكان أي أقام به ويقال: الثواء طول المكث، وقوله:(حجة) بكسر الحاء المهملة أي سنة، وقوله:(مواتيًا) أي موافقًا متابعًا له من المواناة وهي الموافقة والمطاوعة.
قوله:(فغفره) بتشديد الفاء من باب فعل المضعف وهي رواية الجلودي أي دعا له عروة بالمغفرة من خطأه، وقال: غفر الله له وهذا مثل قول عائشة لابن عمر يغفر الله لأبي عبد الرحمن ما كذب ولكنه وهم، وعند ابن ماهان فصغره من الصغر، وهو أظهر أي استصغره سنة عن الضبط أي أشار إلى أن ابن عباس كان صغيرًا في ذلك الوقت فلم يضبطه لصغره وقيل: إنه وُلد في الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين وهذا هو المناسب لقول عروة اهـ من المفهم. والتغفير قول الرجل لآخر غفر الله له وهذه اللفظة يقولونها غالبًا