للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن الحال يا للأسف بعكس ذلك إذ أن ماءه أقل عذوبة من مياه تلك الأنهر الثلاثة بكثير. وسبب ذلك هو أن نهري دجلة والفرات قبل أن يصل ماؤهما قصبة القرنة تنشأ منهما أهوار ومستنقعات فيجري الماء فيها كثيباً حزيناً وقد تغير طعمه وأصفر لونه إلى أن يصل قصبة القرنة فيتكون منه شط العرب المذكور.

ومن أجل نعم الله تعالى على البصريين هي وجود (المد والجزر) في شط العرب فإن ماء (المد) يزورها كل أربع وعشرين ساعة مرتين فيسقي النخيل والأراضي (بدون استعمال آلات السقي أو نصب الكرود) وبعد أن تأخذ تلك البقاع قسطها من الري بفضل تلك النعمة الجليلة يرجع الماء إلى من حيث أتى ثم يعود بعد اثنتي عشرة ساعة وأربع وعشرين دقيقة (فسبحان من تحيرت في صنعه العقول).

٢ - الأنهار المتفرعة من شط العرب -

إن ولاية البصرة الفيحاء مشهورة بكثرة أنهارها المتفرعة من شط العرب المار الذكر

بحيث أنه

لم يتوفق أحد لحصر تلك الأنهار حتى الآن إلا أنه في العام الماضي سعى أحد أشراف البصرة الأفاضل فأحصاها على وجه الصحة والضبط فبلغت على ضفتي شط العرب ستمائة وأربعة وثلاثين نهراً بعضها حديث والبعض الآخر قديم جداً وقد ورد ذكرها في كتابي (معجم البلدان) لياقوت الحموي و (فتوح البلدان) للبلاذري وفي غيرهما من كتب التاريخ (كما سنشير إليها) وكل نهر من هذه الأنهار يتشعب منه عدة جداول صغار تسمى

<<  <  ج: ص:  >  >>