للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قليلا لمحنا طرفا من زاوية السور المحيط بتلك الأنقاض ولم يمض على سيرنا خمس دقائق حتى بلغنا الرابية التي دونت فيها ملاحظاتي وفتشت فيها تفتيشا دقيقا لعلي أعثر على آثار مهمة عفوا بيد إني لم أجد سوى آجر خال من الكتابة وخزف مدهون بعضه بدهان أزرق وقطع من الحجر الأسود الصلد ولعل هذه الأنقاض كانت آثار مدينة عظيمة أو معقل كورة مغمورة بالمياه. ثم عبرنا في نهار الثلاثاء مستنقعا واسع الأطراف قيل لنا عنه قبيل أن بلغناه أن اسمه خور العيلة - وكان منذ خمس أو ست سنوات غائرا بيد أن تلك المياه انصرفت بانحدارها في ثغر سد الهندية ومنهم من أخبرنا إن نحو ثلاثة أرباع بسمى محاط بها بالماء.

كانت أسوار بسمى خالية من أثر الجمال وهي تكاد تكون شاذة عن غيرها بهندسة البناء وهيئتها إن نظرنا إليها نظرا عاما. وهي - على ما ترى - مربعة الأضلاع ولكن شكلها هذا وزواياها مائلة إلى الجهات الأصلية الأربع. وكانت من أكبر التلول القائمة هناك ولم يكن لدي وقت فأطوف حولها كما كنت أرغب وكان في الزاوية الغربية مربع جسيم مرتفع ارتفاعا في أصل وضعه ويظهر إنه متقوم من مربعين كبيرين أحدهما واسع جدا ومتصل

به طرف من مربع ثالث قائم إلى الجنوب وفي المربع الثاني رابية بهيئة برج (أي زقورة) وقد اتخذت مقبرة).

وقد وصف هذه الأنقاض أيضا الدكتور بترس قال: في الساعة الخامسة من اليوم الثاني (بعد وصولنا) ذهبنا إلى أنقاض بسمى ونقبنا فيها بلا كلال حتى الساعة العاشرة، ولم تفارق يداي البندقية لأن تلك المنطقة كانت مكمنا لقطاع الطرق وكان المسمى عبدان مضطرب البال قلقا يحثنا على مغادرة تلك البقعة وقد رأى رأيه المكارون وكانوا من قبيلة عفج (عفك) إذ جزموا أن جماعة من الأعراب القبيحي المنظر أقبلوا من مكان وفي نيتهم نهبنا والإيقاع بنا فمنعهم من تنفيذ مأربهم مشاهدة البندقيتين اللتين كانتا بيدي وبيد نوريان.

تصور أن هناك ردما من الطين عديم الهيئة المقبولة والنظام ومحيط أخربته ثلاثة

<<  <  ج: ص:  >  >>