للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المفاوضات لنيل إجازة الحفر فيها وبعد جهد جهاد دام ثلاث سنوات صدرت الإرادة الملكية بمنح إجازة التنقيب للدكتور ادجر بنكس الأميركي في أنقاض بسمايا (بسمى) الواقعة في لواء الديوانية وقد اشترطت على المنقب بضعة شروط منها إيداع العاديات المكتشفة في المتحفة العثمانية وكان صدور الإجازة في ٤ رجب ١٣٢١ هـ ١٣ أيلول ١٣١٩ مالية و٢٦ أيلول ١٩٠٣ م.

غادر الموما إليه الآستانة في الثالث والعشرين من تشرين الأول من تلك السنة قاصدا بيروت وبرفقته حيدر بك وأحمد القواس وبعد رحيل دام أكثر من شهر حط رحاله في الفلوجة ومن ثم يمم مدينة السلام فوصلها في الثلاثين من تشرين الثاني في الساعة الثانية زوالية ونزل في أحد فنادقها فاستراح فيه بعد وعثاء الطريق وبدأ في نبش أطلال بسمى في اليوم الخامس والعشرين من شهر كانون الأول الموافق صباح عيد الميلاد تبركا بذلك اليوم الميمون في فاتحة عمل أستمر بضعة أشهر من سنة ١٩٠٤

٣ - موقع بسمى

إن أنقاض بسمى قائمة في سهل واسع بالقرب من مضارب البدير إحدى قبائل الفرات النازلة في أراضي عفك وتلك الأطلال واقعة في قلب الصحراء الممتدة في أصقاع بابل الجنوبية وهي تبعد عن شرقي الديوانية ٣٥ إلى ٤٠ ميلا.

طاف سياح كثيرون في أنحاء بسمى وتفقدوا معالمها وأول رحالة - بل نقابة على ما نعهده - وصف أنقاضها وصفا دقيقا علميا كان الدكتورين وارد وبترس ثم تأثرهما الدكتور بنكس ونبش فيها وألف كتابا نفيسا بحث فيه بحثا وافيا عن ركامها ودون ما اكتشفه فيها من الآثار كما سنصف بعضها في هذا المقال والى المطالع ما كتبه الدكتور وارد في تاريخ ٢٨ ك ٢ عام ١٨٨٥

انبلج الصبح بعد أن هدأت العاصفة فألقت الغزالة لعابها وكان أديم الجو صافيا والريح تهب هبوبا عاليا فانتهزت تلك الفرصة وسرت ونفرا من رجال نوريان فرحان قبل أن أفطر وذلك رغبة في مشاهدة أطلال بسمى على قدر ما تسمح به الأحوال وقد هرول رجالنا مسرعين من مضارب الأعراب وبعد أن سرنا

<<  <  ج: ص:  >  >>