للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المأدبة البابلية وكانت فريدة في بابها غريبة في صورتها بديعة في شكلها فإن بطاقات الدعوة كانت مكتوبة بلغة نبوكد نصر الملك الكلداني العظيم وموضوعة في صحون أمام المدعوين والخبز الذي تناولوه كان على هيئة الآجر البابلي وكان لون صحيفة المرطبات الواسعة يشبه لون رمل الصحراء وكانت هناك أبل متخذة من الحلواء قائمة في تلك الصحفة وعليها قطع من المرطبات وأغرب من كل ما تقدم الكعك العالي الضخم الذي يمثل برج بابل بشكله وحوله جماعة من الأعراب بأزيائهم البدوية وبأيديهم المعاول وهم يحاولون الحفر وكان ضمن طبقاته العديدة كنوز جميلة لكل من المدعوين. ثم شرع مدير تلك البعثة وهو الدكتور جمس بنكس ينبش بمعوله أطراف ذلك الكعك العظيم ويستخرج من أنقاضه الركاز أي الكنوز المدفونة

والعاديات ويوزعها على الحضور وفي الختام شربوا نخب تلك البعثة وانفض الاجتماع على أمل الشروع في تلك المهمة وأخذ يهيئ كل ما يلزم للسفر قبل مغادرته مسقط رأسه وقصد قبل ذلك إلى المتحفة البريطانية واللوفرية ليتروى في الآثار البابلية قبل الشروع في المهمة الملقاة على عاتقه وقد نجح في ذلك نجاحا باهرا وبعد أن تم له ما أراد يمم الآستانة للحصول على فرمان (إجازة) تخول له التنقيب في المقير (أور الكلدان) ووصل القسطنطينية في الخامس عشر من كانون الثاني عام ١٩٠٠

وقد قامت عراقيل كثيرة في وجه القائمين بهذه البعثة حالت دون سيرها فلم تحصل على طائل مع كل الجهود التي بذلها كبار سياسيي أميركة في الآستانة بحجة إن القبائل النازلة في أطراف أور (المقير) ثائرة على السلطة المحلية في العراق وعليه لا يسمح للأجانب أن يرتادوا تلك البقعة أو يحفروا في أنقاضها لئلا يقع ما لا تحمد عقباه. ولما أخفقت تلك المساعي تحولت الأنظار إلى التنقيب في تل إبراهيم وهو كوثى ربى القديمة غير أن الباب العالي في الآستانة رفض ذلك الطلب أيضا بدعوى أن قائم على تلك الرابية قبور أئمة وفيه مزار إبراهيم الخليل وهو موضع مقدس عند سكان تلك الناحية وأخيرا رأى الدكتور بنكس أن يبلغ المستر ليشمان القائم بأعمال السفارة الأميركية في دار الخلافة في ذلك الحين أن ينقب في أطلال بسمى (بسمايا) وعلى هذه الصورة استؤنفت

<<  <  ج: ص:  >  >>