للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انه من رجال الصحافة المشهود لهم بطول الباع.

٥ - اعتصاب البغداديين مدة أربعة عشر يوماً

جددت الحكومة الضرائب التي كان قد وضعها الحاكم العسكري بلفور في أيام الاحتلال، إلاَّ أن الحكومة العراقية خفضتها، لكي لا تكون عبئاً ثقيلاً على الأهالي. بيد أن أصحاب المهن والحرف احتجوا عليها فأغلقوا دكاكينهم وحوانيتهم ومخازنهم - حتى الأجانب أنفسهم - مدة أربعة عشر يوماً. وبعد تلك المدة قدم رئيس الوزراء من رحلته إلى أوربة واعمل الفكرة في تلك الضرائب ورأى أن البيئة الحالية لا تحتمل هذا الإرهاق فأزال كثيراً منها وخفف أخر ووضع بعض أحكام تردع المخالفين، فزال ذلك الكابوس عن الصدور بعد أن كلف هذا الإضراب خسارة نحو نصف مليون ربية في كل يوم للحكومة وللأهالي معاً. وذلك في نظر بعض العارفين والبصراء في أمور الاقتصاد والتوفير وعسى أن لا ترى بلادنا مثل هذه الخسائر الساحقة.

نعم في ديار الإفرنج يرى مثل هذا الأعتصاب أو الإضراب، لكن هناك نقابات وشركات تدفع إلى كل عامل ربحه اليومي، أما عندنا فالأمر غير معروف. ولهذا كانت الأضرار هائلة النتاج للحكومة وللأهالي. على أننا نقول بحق وصدق أن الذين أداروا هذا الأمر اظهروا من المقدرة والقوة والذكاء وحفظ السلم والأمن ما شهد لهم الإفرنج العائشون في هذا البلد الأمين واقروا بما لهذه الرؤوس من الدهاء وحسن السياسة ما لا مثيل لهم في سائر ديار الشرق.

٦ - تسليم محمود خان دزلي واعتقاله في بغداد

من القبائل القوية الشكيمة الدائمة على التمرد والعصيان في إيران، عشيرة هورامان. ويسمي زعماؤها أنفسهم بالسلاطين، ومن هؤلاء السلاطين (محمود خان) زعيم عشيرة دزلي، التي هي فرع من قبيلة الهورامان. وهذا السلطان كباقي سلاطين هذه القبيلة، دائم

التمرد والعصيان على الحكومة الإيرانية التي شمرت ساعدها في هذه الآونة للقضاء عليه. فأرسلت قواتها إلى منطقته فضايقته وسدت في وجهه السبل، ولما وجد أن لا مناص له من الفرار حاول اجتياز الحدود العراقية الإيرانية ولكن

<<  <  ج: ص:  >  >>