للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[المقدمة]

الحمد لله الذي شَرَع الحج إلى بيته الحرام، وجَعَله أحد أركان الإسلام، ونَهَى الحاج عن ارتكاب المعاصي والمخالفات والآثام، وغَفَر لمَن حج واعتمر ما اكتسب من الذنوب والآثام، أحمده حمدًا كثيرًا طيبًا على مر الليالي والأيام.

وأشهد أَنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شَرَع الشرائع وأَحْكَم الأحكام، وجَعَل الحج سببًا لدخول الجنة دار السلام، ووسيلةً لتكفير الذنوب والآثام. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبد الله ورسوله، أفضل الخَلْق وصفوة الأنام، وأفضل مَنْ صلى وصام، وأدى مناسك الحج على الكمال والتمام.

أنت الذي قَوَّمْتَ ميزان الورى … ومحوتَ ظُلْم العدل في الميزانِ

آسيتَ أيتامًا كَفَلْتَ أراملًا … أَسْعَدْتَ محرومًا رَحِمْتَ العاني

أَنْقَذْتَ مسكينًا حَمَيْتَ مُشَرَّدًا … أَسْعَدْتَ مكروبًا هَدَيْتَ الجاني

صلى عليك الله وسَلَّمَا … يا رحمة بُعِثَتْ من الرحمنِ

اللهم صَلِّ على صاحب النفس الرضية، والطَّلْعة البهية، والمُهجة التقية، واليد الوفية، وعلى آله وصحبه، تلك النخبة الأبية، الأئمة الأعلام، شموس الدُّجَى ومصابيح الظلام، وعلى التابعين ومَن تَبِعهم بإحسان ما تعاقبت الليالي والأيام.

أما بعد:

فإِنَّ مِنْ أعجب ما يدهش ألباب العقلاء، ويأخذ بقلوب الأصفياء، ويحار في ذكره المفكرون والعظماء، ويقف عن ترجمته الخبراء والعلماء، ويَعجز عن وصفه الفصحاء والبلغاء- جَذْب النفوس لبيت الله الحرام.

إلى قِبلة الرُّوح رُوحي سَمَتْ … وطَرْفي إليها أطال النظَرْ

أَحن إليها وأشتاقها … وكم من فؤاد إليها انفطَرْ

<<  <   >  >>