للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني: مواقيت المبيت في مِنًى:

وفيه مطلبان:

المطلب الأول: المواقيت المكانية بمِنًى:

حدود مِنًى من مَهبِط العقبة إلى وادي مُحَسِّر طولًا، وعَرْضًا ما بين جبلين، وما أَقْبَل منهما وما أَدْبَر ليس منها، فمِنًى وادٍ بين جبال، فيَحُد مِنًى من الشمال جبل ثَبير، ومن الجنوب جبل الصابح، ومن الشرق وادي مُحَسِّر، ومن الغرب جمرة العقبة.

وحدود مِنًى المكانية الآن واضحة جلية، بأعلام كبيرة تتضح للقادم إليها من أي جهة، وذلك مبني على لجان حكومية من العلماء وغيرهم، ولله الحمد على التيسير (١).

المطلب الثاني: المواقيت الزمانية للمبيت بمِنًى:

المبيت بمِنًى يَبدأ من غروب شمس يوم النحر، مبيت ليلة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، وينتهي بطلوع شمس اليوم الرابع عشر. دل على ذلك عموم قوله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾ [البقرة: ٢٠٣] والأيام المعدودات هي أيام التشريق (٢).

المبحث الثالث: حُكْم المبيت بمِنًى ليالي أيام التشريق:

أَجْمَع العلماء على أن المبيت بمِنًى ليلة الوقوف بعرفة سُنة.

واختلفوا في حكم المبيت بمِنًى ليالي أيام التشريق على قولين:

القول الأول: المبيت بمِنًى ليالي أيام التشريق واجب. وهو مذهب المالكية، وقول عند الشافعية، والمشهور عند الحنابلة (٣).

واستدلوا بالكتاب والسُّنة والمأثور:

أما الكتاب، فعموم قول الله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ


(١) «معجم البلدان» (٥/ ٢٢٩)، و «القِرى لقاصد أُم القُرى» (٥٤٣).
(٢) قال الطبري: اذكروا الله بالتوحيد والتعظيم في أيام محصيات، وهي أيام رمي الجمار. أَمَر عباده يومئذٍ بالتكبير أدبار الصلوات، وعند الرمي مع كل حصاة. «تفسير الطبري» (٤/ ٢٠٨).
(٣) «مواهب الجليل» (٣/ ١٣١)، و «الإيضاح» (ص: ٣٧٥)، و «الإنصاف» (٤/ ٦٠).

<<  <   >  >>