للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد جاء في قرار هيئة كبار العلماء:

دعوة الحكومات والهيئات والمنظمات لتوعية الحُجاج بأحكام المناسك، وتعريف الحُجاج بمقاصد الحج في العبادة والتربية والأخلاق والنظام، والتمسك بكل ما يُعِين على أن يكون الحج مبرورًا، بواسطة وسائل الإعلام المختلفة، وذلك في وقت مبكر.

التذكير الدائم بقداسة الحج وأماكنه، وما يرتبط بهذه القدسية من ضرورات أخلاقية، تَقضي بوجوب ابتعاد الحُجاج عن التوتر والجدل وتَجَنُّب الاختلاف.

إرشاد الحُجاج وتعريفهم بضرر المسارعة، والرفق والأناة في تأدية حج مبرور.

تذكيرهم دائمًا بفوائد الصبر والتعاون مع المسلمين، وجزاء ذلك عند الله تعالى.

ترسيخ معاني الأخوة الإيمانية بين الحُجاج، وتذكيرهم بقواعد الأخلاق الفاضلة والتعامل الإسلامي الراقي، وبث رُوح التراحم والتفاهم والتعاطف والتعاون بينهم، والتحذير من العنف والقسوة والإضرار بالآخرين (١).

المبحث الرابع: حُكْم زيارة المشاعر في غير النسك:

لا تخلو زيارة المشاعر كمِنًى ومُزدلِفة وعرفة من حالتين:

الأولى: زيارة المشاعر للتعبد في النسك، كمِنًى ومُزدلِفة وعرفة، كزيارة جبل عرفة للصلاة عليه والنَّيْل من بركته. فلا شك أن الزيارة على هذا الوجه لا تَجوز (٢).

الثانية: زيارة المشاعر كمِنًى ومزدلفة وعرفة للتعرف عليها، هذا لا بأس به.

[المبحث الخامس: المفاضلة بين حج النافلة والتصدق بنفقته]

اختَلف أهل العلم في هذه المسألة على ثلاثة أقوال:

القول الأول: أن التنفل بالحج أفضل من التصدق بنفقته. وبه قال عامة أهل العلم (٣).

القول الثاني: أن الصدقة بنفقة حج النافلة أفضل من الحج ذاته. وهو قول لأبي حنيفة، ورواية عن أحمد (٤).


(١) «حلول الزحام» (ص: ٦٣٤، ٦٣٥).
(٢) «اقتضاء الصراط المستقيم» (٢/ ٢٧٣).
(٣) «حاشية ابن عابدين» (٢/ ٦٢١)، و «حاشية الدسوقي» (١/ ٥٦١)، «المجموع» (٤/ ٣١٦).
(٤) «مختصر اختلاف العلماء» (٢/ ٢٤٢)، و «الفروع» (١/ ٤٩٧).

<<  <   >  >>