للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثاني

أهم الأحكام التي تتعلق بالحَرَم وتهم الحاج

وفيه تمهيد وقسمان:

التمهيد: الفرق بين المسجد الحرام والحَرَم:

المسجد الحرام: هو المسجد الذي حول الكعبة.

وأما حدود الحَرَم، فهي كل الجهات التي تحيط بمكة، كالتنعيم من طريق المدينة، ومن طريق جدة الشميسي، ومن طريق الطائف على طريق عرفة من بطن نَمِرة، من طريق نجد وهي منطقة بالمغمس (١).

فقد يطلق المسجد الحرام، ويراد به ثلاثة معانٍ:

الأول: الكعبة، ومنه قوله تعالى: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ [البقرة: ١٤٤].

الثاني: جميع الحرم، كما في قوله تعالى: ﴿هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ﴾ [المائدة: ٩٥] فالمراد به مِنًى، والحَرَم موضع ذبح النسك، مع أنه عَبَّر عنه بالأخص وهو الكعبة.

الثالث: قد يطلق المسجد الحرام على المسجد المُعَدّ للصلاة، كما في قول النبي : «لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ … ».

القسم الأول: الأحكام المتعلقة بمسجد الكعبة، وفيه خمسة مباحث:

[المبحث الأول: من فضائل مسجد الكعبة]

١ - أنه أول مسجد وُضِع في الأرض، قال تعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: ٩٦].

وَعَنْ أبي ذَرٍّ قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ عَنْ أَوَّلِ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ، قَالَ: «الْمَسْجِدُ


(١) «أخبار مكة» للفاكهي (٥/ ٨٩)، و «أحكام الحرم المكي» (٣٣ - ٣٨).

<<  <   >  >>