(٢) ضعيف، ومدار هذا الحديث على زيد بن أسلم، واختُلف عليه في الوصل والإرسال من وجهين: الأول: رواه الدَّرَاوَرْدِيّ، عن زيد، عن ابن لأَبي واقد الليثي، عن أبيه، به. أخرجه أبو داود (١٧٢٢). وابن أبي واقد قد سُمي ب (واقد) بن أبي واقد، عند أحمد (٢١٩٠٥). الثاني: رواه مَعْمَر عن زيد بن أَسْلَم، مرسلًا، أن النبي ﷺ، به. أخرجه عبد الرزاق (٨٨١٢). وقد أُعِل هذا الحديث بعلتين: الأولى: أن ابن أبي واقد- واسمه واقد- مُختلَف في صحبته، وقد تفرد بالرواية عنه زيد بن أَسْلَم. قال ابن حجر: واقد الليثي يقال: له صحبة. وقيل: بل هو من الثالثة. قال ابن القطان: إسناده فيه علة، وهي أن ابن أبي واقد هذا لا يُعْرَف له اسم ولا حال. «بيان الوهم والإيهام» (٥/ ٦١). وقال المنذري: وواقد هذا شبيه بالمجهول، كما في «تهذيب السُّنن» (٢/ ٢٧٦). الثانية: أنه أُعِل بالإرسال، فمدار الحديث على زيد بن أسلم، واختُلف عليه: فرواه الدَّرَاوَرْدِيّ على الرفع. وخالفه مَعْمَر، فرواه عن زيد مرسلًا، ومَعْمَر أوثق من الدَّراوَرْدِيّ. ولهذا الحديث شواهد: الأول: عن أُم سلمة: أخرجه أبو يعلى (٦٨٨٥) عن المَخْرَمِيّ، عن عثمان الأخنسي، عن عبد الرحمن بن يربوع، عن أُمّ سلمة، به. ورواه ابن سعد في «الطبقات» (١٠/ ١٩٧) بإسقاط أُمّ سلمة. قال ابن حِبان: عُثْمَانُ الأخنسى يعْتَبر حَدِيثه من غير رِوَايَة المخرمي عَنهُ لِأَن المخرمي لَيْسَ بِشَيْء فِي الحَدِيث (٧/ ٢٠٣). الثاني: عن أبي هريرة: أخرجه أحمد (٩٧٦٥) وفي إسناده صالحٍ، مَوْلَى التَّوْأَمَة، وفيه ضعف. الثالث: عن ابن عمر: أخرجه ابن حِبان (٣٧٠٦) وفي إسناده عاصم بن عمر، وهو ضعيف.