الطريق الأول: مداره على الزُّهْري، عن عُبَيْد الله، عن ابن عباس، عن الصَّعْب، واختُلف عليه: هل أَهْدَى الصعب لرسول الله ﷺ حمارًا وحشيًّا حيًّا، أو هو لحم حمار وحش؟ فرواه أصحاب الزُّهْري كمالك عند البخاري (١٨٢٥)، ومسلم (١١٩٣)، وشُعيب بن أبي حمزة عند البخاري (٢٥٩٦)، والليث بن سعد، وصالح بن كَيْسَان، ومَعْمَر بن راشد، ثلاثتهم عند مسلم (١١٩٣)، وابن جُريج، وابن أبي ذئب، كلاهما عند أحمد (١٦٤٢٨، ١٦٤٢٩)، ويونس بن يزيد عند الروياني في «مسنده» (١٠٠٠)، وابن أخي الزُّهْري، ومحمد بن عمرو، كلاهما عند عبد الله بن أحمد في زوائده على «المُسنَد» (١٦٦٧٣) (١٦٦٨٠) وغيرهم كثير، فرووه عن الزُّهْري به، فقالوا: أَهْدَى الصعب لرسول اللَّه ﷺ حمارًا وحشيًّا، أي: (حيًّا). وخالف أصحابَ الزُّهْري الثقات الحُفاظ سفيانُ بن عُيينة من الوجه الراجح عنه، فرواه عن الزُّهْري به بلفظ: أَهْدَيْتُ لَهُ مِنْ لَحْمِ حِمَارِ وَحْشٍ. أخرجه مسلم (١١٩٣) وغيره، وهناك وجه آخَر عن ابن عُيينة، رواه عن الزُّهْري مثل أقرانه وهو: (حمار وحش) كما عند الحُميدي (٨٠١) وغيره. وهذا الخلاف عن ابن عُيينة ليس من الرواة عنه، بل هو منه. قال يعقوب بن سفيان: وكان سفيان فيما خلا ربما قال: (حمار) ثم صار إلى (لحم) حتى مات. «المعرفة والتاريخ» (٢/ ٧٢٧). والحاصل: أن رواية ابن عُيينة عن الزُّهْري: (لَحْم حمار) شاذة من هذا الوجه؛ لمخالفته أصحاب الزُّهْري الثقات الحُفاظ، كمالك وشُعيب، والليث، وصالح، ومَعْمَر … وغيرهم، عن الزُّهْري أنه أَهْدَى لرسول اللَّه ﷺ حمارًا وحشيًّا. أي: (حَيَّا)، وليس (لَحْم حمار). وقد أَعَل رواية ابن عُيينة: (لَحْم حمار): الشافعي عند البيهقي في «الكبرى» (١٠/ ٣٢٦)، وقال الترمذي: وَهُوَ غَيْرُ مَحْفُوظٍ. «السُّنن» (٢/ ١٩٨)، وكذا ابن حَجَر في «فتح الباري» (٤/ ٣٢).=