بالجنة قال) أبو موسى:(فأقبلت) أي رجعت إلى أبي بكر (حتى قلت لأبي بكر) أي فقلت له وحتى بمعنى الفاء العاطفة (ادخل) يا أبا بكر (ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة قال) أبو موسى: (فدخل أبو بكر فجلس) أي أبو بكر (عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في القف) أي على قف البئر ودكته (ودلى) أبو بكر (رجليه في البئر) أي مد وبسط رجليه من أعلى القف إلى جهة قعر البئر، وضع في الجلوس والتدلية (كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم وكشف عن ساقيه) موافقة في جميع ما ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليكون أبلغ في بقاء النبي صلى الله عليه وسلم على راحته بخلاف ما إذا لم يفعل ذلك كما فعل فربما يستحي النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فيرفع الرجلين ويستر الساقين فيفقد راحته، وهذا الحديث يعارض ما وقع في حديث زيد بن أرقم عند البيهقي في دلائل النبوة قال زيد: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "انطلق حتى تأتي أبا بكر فقل له إن النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول لك: أبشر بالجنة، ثم انطلق إلى عمر كذلك ثم انطلق إلى عثمان كذلك .. الحديث، فهذا الحديث يدل على أن المبشر لهم هو زيد بن أرقم وحديث الباب يدل على أن المبشر هو أبو موسى فبينهما معارضة، قال الحافظ في الفتح [٩/ ٣٧] إن هذا الحديث ضعيف لا يصلح للمعارضة فإن كان محفوظًا احتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أوسل زيد بن أرقم قبل أن يجيء أبو موسى فلما جاؤوا كان أبو موسى قد قعد على الباب فراسلهم على لسانه بنحو ما أرسل به إليهم زيد بن أرقم والله أعلم.
قال أبو موسى:(ثم رجعت) إلى الباب (فجلست) عند الباب (وقد تركت أخي) في منزلنا، حالة كونه (يتوضأ و) يريد أن (يلحقني) إلى مجلس النبي صلى الله عليه وسلم وكان له أخوان أبو بردة عامر بن قيس وأبو رهم، وقيل: كان له أخ آخر اسمه لم يُعرف وأشهرهم أبو بردة فلما رأى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر الداخلين عليه اليوم