وقوله:(يحرسني الليلة) فيه الأخذ بالحذر والاحتراس من العدو وأنه ليس منافيًا للتوكل ولعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ساهرًا الليل أول ما قدم المدينة لما كان يتوقع من هجوم عدو به لأن أكثر أهل المدينة كان وقتئذٍ من اليهود.
(قالت) عائشة: (و) بينا نحن كذلك كما في الرواية الآتية (سمعنا صوت السلاح) أي صوت وقوع بعضه على بعض (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذا؟ ) الذي عنده صوت السلاح (قال) صاحب السلاح: أنا (سعد بن أبي وقاص يا رسول الله جئت أحرسك) أي لأكون حارسًا لك من نزول العدو بك، وفي هذا الحديث دلالة على أن على عامة الناس أن يحرسوا سلطانهم في مواقع الخوف، وفيه فضيلة ظاهرة لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه حيث حقق الله به ما تمناه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه فضيلته من جهة شدة حفيظته على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن جهة كونه مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم:"رجلًا صالحًا من أصحابي"(قالت عائشة) بالسند السابق: (فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت غطيطه) وهو صوت النائم المرتفع وهو أعلى من الشخير اهـ من الأبي.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٦/ ١٤١]، والبخاري في الجهاد باب الحراسة في الغزوة [٢٨٨٥] وفي التمني باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ليت كذا وكذا [٧٢٣١]، والترمذي في المناقب باب مناقب سعد بن أبي وقاص [٣٧٥٦]، والنسائي في الكبرى [٨٦٦٧].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:
٦٠٧٦ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث) بن سعد (ح وحدثنا محمد بن رمح) بن المهاجر المصري (أخبرنا الليث عن يحيى بن سعيد) الأنصاري (عن