٦٠٧٩ - (٢٣٨٩)(١٤٤)(حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب) التميمي الحارثي القعنبي المدني نزيل البصرة، ثقة، من (٩) روى عنه في (٩) أبواب (حدثنا سليمان بن بلال) التيمي مولاهم المدني، ثقة، من (٨) روى عنه في (١٣) بابا (عن يحيى بن سعيد) بن قيس الأنصاري المدني، ثقة، من (٥) روى عنه في (١٦) بابا (عن عبد الله بن عامر بن ربيعة) بن عامر بن مالك بن ربيعة العدوي العنزي أبي محمد المدني، صحابي صغير، مات النبي صلى الله عليه وسلم وله خمس سنين رضي الله عنه، روى عنه في (٣) أبواب (عن عائشة) رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من خماسياته، وفيه رواية صحابي عن صحابي (قالت) عائشة: (أرق) أي سهر ولم يأته النوم، وأرق من باب فرح يأرق أرقًا، والأرق السهر وفقد النوم، ويقال: أرقني الأمر تأريقًا من باب فعل المضعف أي أسهرني، ورجل أرق على وزن فرح اهـ نووي (رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة) من إضافة الشيء إلى نفسه أي ذاتًا هي ليلة أو لفظ ذات مقحم للتأكيد أي سهر عند أول قدومه المدينة في ليلة من الليالي (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليت رجلًا صالحًا من أصحابي يحرسني) هذه (الليلة) قيل: كان هذا من النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر قبل أن ينزل قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}[المائدة / ٦٧].
[قلت]: ويحتمل أن يقال إن قوله: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} ليس فيه ما يناقض احتراسه ولا ما يمنعه كما إن إخبار الله تعالى عن نصره وإظهاره لدينه ليس فيه ما يمنع الأمر بالقتال وإعداد العَدَد والعُدد والأخذ بالجد والحزم والحذر وسر ذلك أن هذه أخبار عن عاقب الحال ومآله لكن هل تحصل تلك العافية عن سبب معتاد أو عن غير سبب لم يتعرض ذلك الإخبار له فليبحث عنه في موضع آخر ولما بحثت عن ذلك وجدت الشريعة طافحة بالأمر له ولغيره بالتحصن وأخذ الحذر ومدافعتهم بالقتل والقتال وإعداد الأسلحة والالات، وقد عمل النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وأخذ به فلا تعارض في ذلك والله الموفق لفهم ما هنالك اهـ من المفهم.