(قلت) له صلى الله عليه وسلم: (فـ) دعني أقسم (الثلث) أي ثلث مالي (قال) سعد: (فسكت) عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم بمنعني من قسم الثلث، قال سعد:(فكان بعد) أي بعدما أذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بعد ذلك اليوم (الثلث) أي توزيع ثلث المال ووصيته (جائزًا) لكل أحد أي مشروعًا للناس، وقد مر شرح هذا الحديث مستوفى في كتاب الوصايا.
والآية الثالثة ما ذكره في ضمن قوله:(قال) سعد: (وأتيت) أي مررت (على نفر) أي على جماعة اجتمعوا (من الأنصار والمهاجرين فقالوا) لي: (تعال) أي أقبل إلينا (نطعمك) الطعام بالجزم في جواب الطلب (ونسقيك خمرًا) بإثبات الياء على الاستئناف أي ونحن نسقيك خمرًا، وبحذفها للجازم على العطف (وذلك) القول الواقع منهم يعني قولهم نسقيك خمرًا أو ذلك القول (قبل أن تحرم الخمر، قال) سعد: (فأتيتهم في حش) بفتح الحاء وضمها بستان النخل ويُجمع على حشا وقد يكنى بالحش عن موضع الخلاء لأنهم كانوا يقضون حاجتهم في البساتين وحائش النخل جماعته وفسره الراوي بقوله: (والحش البستان) والفاء في قوله: (فإذا) عاطفة على قوله فأتيتهم، وإذا فجائية أي فاتيتهم ففاجأني (رأس جزور) أي جمل وهو مبتدأ (مشوي) بالرفع صفة لرأس موضوع ذلك الرأس (عندهم) وهو خبر المبتدأ (وزق) بكسر الزاي وتشديد القاف بالرفع معطوف على رأس جزور، وقوله:(من خمر) صفة لزق، والزق الظرف والقربة ويُجمع على أزقاق وزقاق اهـ مصباح والمعنى فأتيتهم ففاجأني رؤية رأس جزور وزق خمر موضوعين عندهم (قال) سعد: (فأكلت) رأس الجزور معهم (وشربت) الخمر (معهم، قال) سعد: (فذكرت الأنصار والمهاجرين عندهم) أي ذكر بعض أولئك النفر وسأل أي الفريقين خير، قال سعد:(فقلت) للسائل: (المهاجرون خير من الأنصار) لأنهم فارقوا أهليهم