الأسدي البصري المعروف بـ (ابن علية عن خالد ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن علية أخبرنا خالد) بن مهران المجاشعي أبوالمنازل الحذاء البصري، ثقة، من (٥) روى عنه في (١٥) بابا (عن أبي قلابة) عبد الله بن زيد الأزدي الجرمي البصري، ثقة، من (٣) روى عنه في (١١) بابا (قال) أبو قلابة: (قال أنس) بن مالك رضي الله عنه. وهذان السندان من خماسياته (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل أمة) من الأمم (أمينًا) من الأمانة وهو ضد الخيانة، وهي عبارة عن قوة الرجل على القيام بحفظ ما يوكل إلى حفظه ويخلى بينه وبينه وهي ماخوذة من قولهم ناقة أمون أي قوية على الحمل والسير فكان الأمين هو الذي يوثق به في حفظ ما يوكل إلى أمانته حتى يؤديه لقوته على ذلك وكان أبو عبيدة قد خصه الله تعالى من هذا بالحظ الأوفر والنصيب الأكثر بحيث شهد له بذلك النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم وصار له ذلك الاسم والعلم المعلوم وقد ظهر ذلك من حاله للعيان حتى استوى في معرفته كل إنسان.
وذلك أن عمر رضي الله عنه لما قدم الشام متفقدًا أحوال الناس والأمراء ودخل منازلهم وبحث عنهم أراد أن يدخل منزل أبي عبيدة وهو أمير على الشام قد فُتحت عليه بلاده وترادفت عليه فتوحاته وخبراته واجتمعت له كنوزه وأمواله فلما كلمه عمر رضي الله عنه في ذلك قال له أمير المؤمنين: والله لئن دخلت منزلي لتعصرن عينيك، فلما دخل منزله لم يجد فيه شيئًا يرد أكثر من سلاحه وأداة رحل بعيره، فبكى عمر رضي الله عنه وقال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت أمين هذه الأمة، أو كما قال، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر عن كل واحد من أعيان أصحابه رضي الله عنهم بما غلب عليه من أوصافه وإن كانوا كلهم فضلاء علماء حكماء مختارين لمختار فقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي من حديث أنس بن مالك: "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ، وأفرضهم زيد، وأقرؤهم أبي، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة" رواه الترمذي [٣٧٩٠ و ٣٧٩١] ومن حديث عبد الله بن عمرو: "ما أظلت الخضراء ولا أقلت