الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر" رواه الترمذي أيضًا [٣٨٠١ و ٣٨٠٢].
(وإن أميننا أيتها الأمة) المحمدية (أبو عبيدة بن الجراح) وأية منادى نكرة مقصودة حُذف منه حرف النداء تخفيفًا في محل النصب على المفعولية مبني على الضم لشبهه بالحرف شبهًا معنويًا، والهاء حرف تنبيه زائد تعويضًا عما فات أي من الإضافة مبني بسكون على الألف المحذوفة، الأمة بالرفع صفة لأية تابع للفظه، وبالنصب تابع لمحله، والأفصح نصب آية على الاختصاص بعامل محذوف وجوبًا لجريانه مجرى المثل، وحكى سيبويه: اللهم اغفر لنا أيتها العصابة بالنصب، قال في المرقاة: وإنما خصه بالأمانة وإن كانت مشتركة بينه وبين غيره من الصحابة لغلبتها فيه بالنسبة إليهم، وقيل لكونها غالبة بالنسبة إلى سائر صفاته اهـ.
قال الحافظ: وهذه الصفة وإن كانت مشتركة بينه وبين غيره من الصحابة لكن السياق يُشعر بأن له مزيدًا في ذلك وأن النبي صلى الله عليه وسلم خص كل واحد من الصحابة الكبار بفضيلة ووصفه بها فأشعر بقدر زائد فيها على غيره كالحياء لعثمان والقضاء لعلي ونحوه كذلك في فتح الباري [٧/ ٩٣].
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٣/ ١٣٣]، والبخاري في مناقب أبي عبيدة [٣٧٤٤]، وفي المغازي باب قصة أهل نجران [٤٣٨٢] وفي أخبار الآحاد باب ما جاء في إجازة خبر الواحد [٧٢٥٥].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أنس هذا بحديث آخر رضي الله عنه فقال:
٦٠٩٨ - (٠٠)(٠٠)(حدثني عمرو) بن محمد (الناقد) البغدادي (حدثنا عفان) بن مسلم بن عبد الله الأنصاري مولاهم أبو عثمان الصفّار البصري، ثقة، من كبار (١٠) روى عنه في (٩) أبواب (حدثنا حماد وهو ابن سلمة) بن دينار الربعي البصري، ثقة، من (٨) روى عنه في (١٦) بابا (عن ثابت) بن أسلم البناني البصري، ثقة، من (٤) روى عنه