للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: أَتَى جِبْرِيلُ النبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْكَ، مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ، أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقرَأْ عَلَيهَا السَّلامَ مِنْ رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ، وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ

ــ

خماسياته (قال) أبو هريرة: (أتى جبريل) الأمين - عليه السلام - (النبي صلى الله عليه وسلم) ووقع في رواية سعيد بن كثير عند الطبراني أن ذلك كان وهو بحراء ذكره الحافظ في الفتح [٧/ ١٣٨ و ١٣٩]، (فقال) جبريل: (هذه) المرأة المتوجهة إليك والقاصدة لك في هذا المكان لخدمتك بالطعام هي (خديجة قد أتتك) وجاءت إليك من بيتها في هذا المكان يعني غار حراء، والحال أنه كان (معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب) وأو هنا بمعنى الواو (فإذا هي أتتك) أي وصلت إليك في هذا المكان (فاقرأ عليها السلام من ربها عزَّ وجلَّ) أي سلم عليها سلامًا كائنًا من ربها (و) سلامًا كائنًا (مني) عليها بأن يقول: السلام عليك من ربك ومن جبريل الأمين (وبشرها) بشارة صادرة لها من ربها بالجنة (ببيت) أي بقصر مدخر لها (في الجنة) كائن (من قصب) أي من لؤلؤ مجوف كالقصب المنبت (لا صخب) موجود (فيه) والصخب الصوت المرتفع المختلط (ولا نصب) أي لا تعب ولا مشقة ولا حزن ولا خوف فيه.

قوله: (هذه خديجة قد أتتك) .. إلخ وكانت خديجة رضي الله تعالى عنها تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام وشراب من بيتها وهو معتكف بحراء فقال جبريل - عليه السلام - ذلك لما رآها تأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأخرج النسائي من حديث أنس قال: (قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم إن الله يقرئ خديجة السلام يعني فأخبرها فقالت: إن الله هو السلام، وعلى جبريل السلام، وعليك يا رسول الله السلام ورحمة الله وبركاته) وزاد ابن السني من وجه آخر: وعلى من سمع السلام إلا الشيطان، قال العلماء: في هذه القصة دليل على وفور فقه خديجة لأنها لم تقل وعليه السلام كما وقع لبعض الصحابة حيث كانوا يقولون في التشهد السلام على الله فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "إن الله هو السلام فقولوا التحيات لله" فعرفت خديجة لصحة فهمها أن الله لا يُرَدُّ - عليه السلام - كما يرد على المخلوقين، لأن السلام اسم من أسماء الله تعالى وهو أيضًا دعاء بالسلامة وكلاهما لا يصلح أن يرد به على الله إلا الثناء

<<  <  ج: ص:  >  >>