للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال أَبُو بَكرٍ فِي رِوَايَتِهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَلَمْ يَقُلْ: سَمِعْتُ. وَلَمْ يَقُلْ فِي الْحَدِيثِ: وَمِنِّي

ــ

عليه فجعلت مكان رد السلام عليه الثناء عليه اهـ فتح الباري.

(قال أبو بكر في روايته) لفظة (عن أبي هريرة) بالعنعنة (ولم يقل) أبو بكر كغيره لفظة (سمعت) أبا هريرة بصيغة السماع بدل العنعنة (ولم يقل في الحديث) أبو بكر أيضًا لفظة (ومني) بل اقتصر على قوله: (فاقرأ عليها السلام من ربها عزَّ وجلَّ) ولم يقل معه لفظة ومني وقوله في هذه الرواية عن أبي هريرة، قال النووي: أبو هريرة لم يدرك أيام خديجة ولم يذكره سماعًا من النبي صلى الله عليه وسلم فيحتمل أنه سمعه منه أو من صحابي فيكون مرسلًا لكنه مرسل صحابي، والصحيح أنه حجة اهـ من الأبي.

قال القرطبي: وقوله: (بشر خديجة ببيت في الجنة) .. إلخ قال الهروي: وغيره القصب هنا اللؤلؤ المجوف المستطيل، والبيت القصر. [قلت]: وهذا نحو قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: "إن في الجنة لخيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلًا" متفق عليه، وفي لفظ آخر: "من درة بيضاء طولها ستون ميلًا" سيأتي إن شاء الله تعالى، والصخب بالصاد والسين اختلاط الأصوات وارتفاعها والنصب التعب والمشقة، ويقال نصب ونُصب كحزن وحُزن أي لا يصيبها ذلك لأن الجنة منزهة عن ذلك كما قال تعالى: {لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} [الحجر / ٤٨] وقيل: معناه أن هذا البيت خالص لها لا تنازع فيه فيُصخب عليها فيه، والمعنى هذا البيت خاص بها لا شريك لها فيه فيفضي إلى الصخب اهـ دهني. وذلك من فضل الله تعالى عليها لا بنصبها في العبادة ولا باجتهادها في ذلك، وإبلاغ الملك لها أن الله يقرأ عليها السلام فضيلة عظيمة وخصوصية شريفة لم يُسمع بمثلها لمن ليس بنبي إلا لعائشة رضي الله تعالى عنها على ما سيأتي في فضائلها.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الفضائل باب فضل خديجة [٣٨٢٠] وفي التوحيد باب يريدون أن يبدلوا كلام الله [٧٤٩٧].

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيا لحديث عبد الله بن جعفر بحديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهم فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>