للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالتْ: فَلَمَّا وَقَعْتُ بِهَا لَمْ أَنْشَبْهَا حِينَ أَنْحَيتُ عَلَيهَا. قَالتْ: فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَتَبَسَّمَ: "إِنَّهَا ابْنَةُ أَبِي بَكْرٍ"

ــ

ابتدأتها ويدل على ذلك قوله تعالى: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (٤١)} وقيل: بل أذن لها لتنتصف منها فلا يبقى على زينب تباعة، ولا يبقى في نفس عائشة بغيضة ثم يرجعان إلى حال الصحبة اهـ من الأبي (قالت) عائشة: (فلما وقعت) أي أصبت (بها) أي بعرضها أي فلما أصبت بعرضها ونلت منه بالسب والذم (لم أنشبها) أي لم أمهلها ولم أترك من عرضها شيئًا (حين أنحيت) وواثبت (عليها) أي على عرضها بالذم والتقبيح والشتم أو المعنى حتى أنحيت أي حين قصدت معارضتها، وجواب كلامها وَرَدَّ ما قالت لي عليها، ويُروى (حتى أنحيت عليها) والمعنى حينئذٍ فلما وقعت وأصبت بعرضها كما أصابتني لم أنشبها أي لم أمهلها ولم أترك لها وقتًا لنيل عرضي حتى أنحيت وأكثرت عليها الكلام وبالغت في الرد عليها وقهرتها وأعجزتها وأسكتها عن الكلام معي (قالت) عائشة: (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: و) الحال أنه قد (تبسم) أي ضحك ضحكة التبسم (إنها) أي إن هذه الحميراء التي أسكتت زينب وقطعت كلامها هي (ابنة أبي بكر) الصديق رضي الله عنهما. قال القاضي عياض: وهذا القول من النبي صلى الله عليه وسلم إشارة إلى كمال فهمها وحسن نظرها اهـ، وقال القرطبي: هذا الكلام منه صلى الله عليه وسلم تنبيه على أصلها الكريم الذي نشأت عنه واكتسبت الجزالة والبلاغة والفضيلة منه وطيب الفروع بطيب عروقها وغذاؤها من عروقها كما قال الشاعر:

طيب الفروع من الأصول ولم ير ... فرع يطيب وأصله الزقوم

ففيه مدح عائشة وأبيها رضي الله تعالى عنهما. وهذا الحديث تفصيل للحديث الذي قبله وذاك قطعة من هذا.

وشارك المؤلف في روايته أحمد [٦/ ٨٨]، والبخاري في مواضع منها في الهبة باب من أهدى إلى صاحبه وتحرى بعض نسائه دون بعض [٢٥٨٠ و ٢٥٨١]، والنسائي [٦٤/ ٧ - ٦٦].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>