للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالتْ: فَاسْتأْذَنَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ مَعَ عَائِشَةَ فِي مِرْطِهَا. عَلَى الْحَالةِ التِي دَخَلَتْ فَاطِمَةُ عَلَيهَا وَهُوَ بِهَا. فَأَذِنَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ. فَقَالتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَزْوَاجَكَ أَرْسَلْنَنِي إِلَيكَ يَسْأَلنَكَ الْعَدْلَ فِي ابْنَةِ أَبِي قُحَافَةَ. قَال: ثُمَّ وَقَعَت بِي، فَاسْتَطَالتْ عَلَى. وَأَنَا أَرْقُبُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وَأَرْقُبُ طَرْفَهُ، هَلْ يَأْذَنُ لِي فِيهَا. قَالتْ: فَلَمْ تَبْرَحْ زَينَبُ حَتَّى عَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لَا يَكْرَهُ أَنْ أَنْتَصِرَ

ــ

علمت أنه لا يكره ذلك من قرائن أحواله انتصرت لنفسها فجاوبتها وردت عليها قولها حتى أفحمتها، وكانت زينب لما بدأتها بالعتب واللوم كانت كأنها ظالمة فجاز لعائشة أن تنتصر لقوله تعالى: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (٤١)} [الشورى: ٤١].

(قالت) عائشة: (فاستأذنت) معطوف على قوله فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب أي فأرسلنها فجاءت فاستأذنت في الدخول (على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم) مضطجع (مع عائشة في مرطها) وكسائها حالة كونه (على الحالة التي دخلت فاطمة عليها وهو) صلى الله عليه وسلم متصف (بها) أي بتلك الحالة (فأذن لها) أي لزينب (رسول الله صلى الله عليه وسلم) في الدخول عليه معطوف على استأذنت فدخلت زينب (فقالت: يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في) المحبة بينهن وبين (ابنة أبي قحافة، قالت) عائشة: (ثم وقعت) زينب (بي) أي في عرضي وسبتني وذمتني ولامتني (فاستطألت عليّ) بلسانها ووثبت عليّ بكلامها وصالتني به (وأنا) أي والحال أني (أرقب) وأنتظر (رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي كلامه هل يأمرها بالسكوت عني أو يأذن لي في الانتصار منها (وأرقب) أي انظر (طرفه) أي طرف عينه وجفنها (هل يأذن لي فيها) أي في الوقيعة في زينب بالإشارة (قالت) عائشة: (فلم تبرح) أي لم تزل (زينب) تقع في عرضي وتسبني (حتى عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكره أن أنتصر) وأنتقم منها، قوله: (لا يكره أن أنتصر) قال القاضي عياض: ليس فيه أنه أذن لها ولا غمزها وإن قالت أرقب طرفه لحديث: "ما كان لنبي أن تكون له خائنة الأعين" وإنما فهمت ذلك حين رأى تطلبها لذلك ولم ينهها، ألا ترى كيف قال إنها ابنة أبي بكر، وهذا يدل على أنه وافقها في أنها

<<  <  ج: ص:  >  >>