شحمًا ولحمًا ولم ترد خصوص العضدين لكن إذا سمنت العضدان سمن غيرهما من الأعضاء (وبجحني فبجحت إلي نفسي) هو بتقديم الجيم على الحاء فيهما وتشديد الجيم في الأول وبكسرها أو فتحها في الثاني، والتبجيح التفريح أي إنه فرحني وسرني فصارت نفسي مسرورة، وقيل: معناه التعظيم والمعنى عليه أنه عظمني فعظصت عندي نفسي أي صارت عظيمة فافتخرت نفسي (وجدني في أهل غنيمة) تصغير غنم (بشق) بكسر الشين وفتحها والمشهور عند أهل الحديث كسرها والمعروف عند أهل اللغة فتحها اسم موضع أي وجدني في أهل غنيمة قليلة نازلين بشق جبل وناحيته لقلتهم وقلة غنمتهم أو المراد منه الجهد والمشقة أي وجدني في أهل غنيمة قليلة كائنين في مشقة وضيق عيش فإن العرب لا تعتد بأهل الغنم وإنما يعتدون بأصحاب الخيل والإبل ومرادها أن أهلها كانوا مقلين في المال والثروة (فجعلني في أهل) فرس ذات (صهيل) وصوت (و) في أهل إبل ذات (أطيط) وحنين (و) في أهل زرع (دالس) أي يدوسون زرعهم (و) في أهل زرع (منق) أي ينقون ويصفون زرعهم من قشوره، والصهيل حمحمة الخيل وصوته، والأطيط صوت الإبل وحنينها وصوت الرحل من ثقل أحمالها أيضًا (ودائس) اسم فاعل من داس الطعام يدوسه دياسة فانداس هو والموضع مداسة والمدوس ما يداس به أي يدق ويدرس، ويقال: داس الشيء برجله يدوسه دوسًا إذا وطئه بها، والدائس هو الذي يدوس الزرع في بيدره، والمنقي اسم فاعل من التنقية وهو الذي ينقي الطعام أي يخرجه من قشوره وتبنه ويصفيه منها يقال: نقى الطعام والشيء ينقيه تنقية فهو منق؛ ومرادها أن أسرة زوجي كانت غنية كثيرة الخيل والإبل يسمع عندهم أصوات الخيل والإبل ويوجد عندهم الزروع والثمار موفورة، وقد ضبط بعضهم (منق) بكسر النون على أنه اسم فاعل من الإنفاق يقال: أنق إذا صار ذا نقيق وهو أصوات المواشي والأنعام والأكثرون على الأول، قال القرطبي: ومقصود قولها هذا أنها كانت في قوم ضعفاء فقراء فنقلها إلى قوم أغنياء أقوياء (فعنده) أي فعند زوجي أبي زرع (أقول): ما شئت واتكلم (فلا أقبح) أي فلا يعد قولي قبيحًا معيبًا عنده أي لا يعاب على قولي ولا يرد بل يستحسن ويمتثل ويطاع (وأرقد) في الليل (فأتصبح) في النوم أي أديم النوم إلى الصباح لا يوقظني أحد لأني