للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَأَشْرَبُ فَأَتَقَنَّحُ.

أُمُّ أَبِي زَرْعٍ. فَمَا أُمُّ أَبِي زَرْعٍ؟ عُكُومُهَا رَدَاحٌ. وَبَيتُهَا فَسَاحٌ.

ابْنُ أَبِي زَرْعٍ. فَمَا ابْنُ أَبِي زَرعٍ؟ مَضجَعُهُ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ

ــ

مكرمة مكفية الخدمة والعمل (وأشرب) المشروبات من الماء واللبن وغيرهما (فأتقنح) أي فأشربه على المهل والراحة قليلًا قليلًا، كذا وقع في الصحيحين بالنون أتقنح، ووقع عند غيرهما أتقمح بالميم بدل النون وهو الأظهر من حيث اللغة فإن التقمح هو الثرب حتى لا يحب المرء الشرب فوق ذلك ومنه قمح البعير إذا رفع رأسه من الماء بعد الري، وأما التقنح بالنون فمنهم من لم يعرف معناه، ومنهم من فسره بالشرب بعد الري، ومنهم من فسره بالشرب على مهل، ومنهم من ذكر أنه مرادف للتقمح والحاصل أنها ذكرت أنها تشرب من الماء أو اللبن أو المشروبات الأخرى حتى تروي منها وإنما ذكرته لأن الماء كان عزيزًا في بلاد العرب فوفور الماء دليل على كونها ذات رفاهية وترف (أم أبي زرع) أذكر شأنها (فما أم أبي زرع) أي فمن يعرف قدرها وشأنها أعقبت مدح زوجها بالثناء على أمه وابنه وابنته لأنه من تمام الثناء عليه (عكومها) أي أعدالها وأوعيتها وحقيبتها (رداح) أي مملوءة من الأمتعة تعني أنها كثيرة الأمتعة والقماش والأثاث، والعكوم بضم العين الأعدال والأوعية التي فيها الطعام والأمتعة واحدها عكم بكسر العين، وقيل: هي نمط تجعل المرأة فيها ذخيرتها حكاه الزمخشري في الفائق و (رداح) بكسر الراء وبفتحها بمعنى العظيم الكبير المملوء والمراد أن أوعيتها وحقائبها كبيرة متسعة ولا يكون ذلك إلا لمن كثر متاعها فهو كناية عن كثرة مالها "فإن قلت": إن العكوم جمع عكم ورداح مفرد فكيف أخبرت بالمفرد عن الجمع "قلت": أخبرت عنه به لأنها أرادت بالعكوم الجنس أي جنس عكومها رداح أي إن كل عكم لها فهو رداح أو يقال إن رداحًا مصدرها كذهاب فيصح الاخبار بالمصدر عن الجمع والمثنى والمفرد (وبيتها فساح) أي واسع يقال: بيت فسيح وفساح إذا كان واسعًا وظاهره أنه فسيح الفناء، ويحتمل أن يكون كناية عما يفعل فيه من الخير والمعروف وسعة البيت دالة أيضًا على رغد عيشها وتنعمها (ابن أبي زرع) أذكر شأنه (فما ابن أبي زرع) أي فمن يعرف قدره ومنزلته (مضجعه) أي موضع ضجاعه ورقاده (كمسل شطبة) أي كموضع سل وأخرج منه خيط من خيوط الحصير الذي نُسج من خوص النخل وورقه أي خفيف اللحم قليل المرقد والمضجع، قال أبو عبيد:

<<  <  ج: ص:  >  >>