جائز، وفيه ما يدل على جواز خطبة الإمام الناس وجمعهم لأمر يحدث اهـ من المفهم.
وفي الحديث أن الغيراء إذا خشي عليها أن تفتن في دينها كان لوليها أن يسعى في إزالة ذلك إذا لم يكن عندها من تتسلى به ويخفف عنها الهم، ومن هنا يؤخذ جواب من استشكل اختصاص فاطمة بذلك مع أن الغيرة على النبي صلى الله عليه وسلم أقرب إلى خشية الافتتان في الدين ومع ذلك فكان صلى الله عليه وسلم يستكثر من الزوجات وتوجد منهن الغيرة ومع ذلك ما راعى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في حقهن كما راعاه في حق فاطمة، ومحصل الجواب أن فاطمة كانت إذ ذاك فاقدة من تركن إليه ممن يؤنسها ويزيل وحشتها من أم أو أخت بخلاف أمهات المؤمنين فإن كل واحدة منهن كانت ترجع إلى من يحصل لها معه ذلك وزيادة عليه وهو زوجهن صلى الله عليه وسلم لما كان عنده من الملاطفة وتطييب القلوب وجبر الخواطر بحيث إن كل واحدة منهن ترضى منه لحسن خلقه وجميل خلقه بجميع ما يصدر منه بحيث لو وجد ما يخشى وجوده من الغيرة لزال عن قرب اهـ من فتح الباري.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث المسور رضي الله عنه فقال:
٦١٥٥ - (٠٠)(٠٠)(حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن) بن الفضل (الدارمي) السمرقندي، ثقة، من (١١) روى عنه في (١٤) بابا (أخبرني أبو اليمان) الحكم بن نافع القضاعي الحمصي، ثقة، من (١٠) روى عنه في (٦) أبواب (أخبرنا شعيب) بن أبي حمزة دينار الأموي الحمصي، ثقة، من (٧) روى عنه في (٥) أبواب (عن الزهري أخبرني علي بن الحسين أن المسور بن مخرمة أخبره أن علي بن أبي طالب) رضي الله عنهم. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة شعيب بن أبي حمزة لمحمد بن عمرو بن حلحلة (خطب بنت أبي جهل) اسمها العوراء، وقيل جويرية، وقيل جرهمة اهـ تنبيه المعلم (و) الحال (عنده فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم) جملة حالية من فاعل خطب (فلما سمعت بذلك) أي بخطبة علي رضي الله عنهما (فاطمة أتت النبي صلى