للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال: وَأُنْبِئْتُ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيهِ السَّلامُ أَتَى نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أُمُّ سَلَمَةَ. قَال: فَجَعَلَ يَتَحَدَّثُ ثُمَّ قَامَ. فَقَال نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لأُمِّ سَلَمَةَ: "مَنْ هذَا؟ " أَوْ كَمَا قَال. قَالت: هَذَا دِحْيَةُ. قَال: فَقَالتْ أُمُّ سَلَمَة: ايمُ اللهِ، مَا حَسِبْتُهُ إلا إِيَّاهُ، حَتَّى سَمِعْتُ خُطْبَةَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ

ــ

للتحريش بين الناس وعملهم على هذه المفاسد المذكورة ونحوها فهي موضعه وموضع أعوانه ويفيد هذا الحديث أن الأسواق إذا كانت موطن الشياطين ومواضع لهلاك الناس فينبغي للإنسان أن لا يدخلها إلا بحكم الضرورة ولذلك قال: لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق، ولا آخر من يخرج منها، ولأن من كان أول داخل فيها أو آخر خارج منها كان ممن استحوذ عليه الشيطان وصرفه عن أمور دينه وجعل همه السوق وما يعمل فيها فأهلكه فحق من ابتلاه الله بالسوق أن يخطر بباله أنه قد دخل محل الشيطان ومحل جنوده وأنه إن أقام هناك هلك ومن كانت هذه حالته اقتصر منه على قدر ضرورته وتحرز من سوء عاقبته وبليته، والمعنى لا تدخل السوق بشوق ورغبة إليه حتى تقضي فيها أوقاتك أكثر مما تحتاج إليه وليكن دخولك فيها مقتصرًا على قدر الضرورة، وقوله: (وبها ينصب رايته) أي يجعل السوق قاعدة وعاصمة له ويثبت فيها ويجمع أعوانه هناك لإغواء الناس إلى الذنوب والآثام والمراد بالسوق موضع اجتماع الناس فيه للتبايع والشراء وقت قيامها لا كل البلدة ولا في غير أوقات التبايع اهـ من المفهم.

(قال) أبو عثمان النهدي بالسند السابق: (وأُنبئت) أي أُخبرت (أن جبريل عليه السلام أتى نبي الله صلى الله عليه وسلم) في بيت أم سلمة (وعنده أم سلمة، قال) الراوي يعني أسامة بن زيد (فجعل) جبريل (يتحدث) معه صلى الله عليه وسلم (ثم قام) جبريل من عنده صلى الله عليه وسلم (فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم لأم سلمة من هذا) القائم (أو) قال النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة (كما قال) الراوي مثل من المتحدث معي أو من الخارج من عندي، والشك من أبي عثمان فيما قاله أسامة (قالت) أم سلمة (هذا) المتحدث معك (دحية) بن خليفة الكلبي (قال) أسامة بن زيد (فقالت أم سلمة ايم الله) قسمي (ما حسبته) أي ما حسبت ذلك المتحدث معك صلى الله عليه وسلم ولا ظننته (إلا إياه) أي إلا دحية الكلبي (حتى سمعت خطبة نبي الله صلى الله عليه وسلم) وإنما استفهم النبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة عنه ليعرف هل شعرت بكونه ملكًا أو لا،

<<  <  ج: ص:  >  >>