رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (قال) أنس: (مات ابن لأبي طلحة) ولد له (من أم سليم) اسمه حفص كنيته أبو عمير، وأبو طلحة غائب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم طول النهار، وجهزته أم سليم ودسته في داخل البيت (فقالت) أم سليم (لأهلها) أي لأقاربها وجيرانها: (لا تحدّثوا) أي لا تخبروا (أبا طلحة بـ) موت (ابنه حتى أكون أنا أحدّثه) أي أحدّث أبا طلحة خبر موته (قال) أنس (فجاء) أبو طلحة من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما صلى العشاء معه صلى الله عليه وسلم (فقرّبت) أم سليم أي قدمت (إليه) أي إلى أبي طلحة (عشاء) بفتح العين وبالمد؛ وهو ما يؤكل أوائل الليل (فأكل) أبو طلحة العشاء (وشرب) عليه الشراب (فقال) أنس (ثم) بعدما أكل أبو طلحة العشاء وشرب الشراب (تصنعت) أي تزينت (له) أي لأبي طلحة أم سليم (أحسن ما كان) من اللباس (تصنع) به أي تتزين به في عادتها (قبل ذلك) اليوم (فوقع بها) أي واقع أبو طلحة عليها وجامعها (فلما رأت) أم سليم وعلمت (أنه) أي أن أبا طلحة (قد شبع) من العشاء (وأصاب) أي قضى (منها) حاجته من الجماع (قالت) لأبي طلحة: (يا أبا طلحة أرأيت) أي أخبرني (لو أن قومًا أعاروا عاريتهم) أي مواعينهم (أهل بيت) من جيرانهم (فطلبوا) أي طلب المعيرون من المستعيرين (عاريتهم) أي طلبوا ردها إليهم (ألهم) أي هل للمستعيرين (أن يمنعوهم) أي أن يمنعوا المعيرين عاريتهم أي أن يمتنعوا من ردها إليهم (قال) أبو طلحة: (لا) أي ليس لهم أن يمنعوهم عاريتهم بل يجب عليهم ردها فورًا (قالت) أم سليم له إذًا: (فاحتسب ابنك) أي فاحتسب على الله أجر مصيبة ابنك فإنه قد مات.
قوله:(مات ابن لأبي طلحة) وهو أبو عمير الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يمازحه ويقول له: "يا أبا عمير ما فعل النغير" بيَّن ذلك ابن حبان في روايته من طريق عمارة بن زاذان عن ثابت كما في فتح الباري [٣/ ١٧٠].