قوله:(فقالت لأهلها) وفي رواية للبخاري في الجنائز (اشتكى ابن لأبي طلحة قال: فمات وأبو طلحة خارج فلما رأت امرأته أنه قد مات هيأت شيئًا ونحّته في جانب البيت فلما جاء أبو طلحة قال: كيف الغلام؟ قالت: قد هدأت نفسه وأرجو أن يكون قد استراح، وظن أبو طلحة أنها صادقة) وفيه جواز التورية لغرض صالح لأنها أرادت بهدوء نفسه واستراحته أنه استراح من آلام الدنيا وإنما فعلت ذلك لئلا تتنكد الليلة على زوجها، وفيه كمال صبرها وتحملها وحكمتها ونصيحتها لزوجها رضي الله عنهما.
قولها:(فاحتسب ابنك) أي اطلب الثواب من الله تعالى بالصبر عليه وهو كناية عن موته.
(قال) أنس: (فغضب) أبو طلحة من تأخيرها الإخبار بموت الولد له (وقال) لها أبو طلحة: (تركتني) عن الإخبار بموت الولد أول ما رجعت إلى البيت (حتى تلطخت) واستقذرت بحدث الجنابة (ثم أخبرتني بـ) موت (ابني فانطلق) أبو طلحة من البيت أي ذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان) وجرى بينه وبين زوجته في تلك الليلة (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) لأبي طلحة: (بارك الله لكما في غابر ليلتكما) أي في ماضيها، وهو من إضافة الصفة إلى الموصوف أي فيما وقع منكما في الليلة الغابرة أي الماضية يعني البارحة، وقد تقدم أن غبر من الأضداد يقال: غبر الشيء إذا ذهب وغبر إذا بقي، وصنيع أم سليم ووعظها له يدل على كمال عقلها وفضلها وعلمها وملازمة أبي طلحة للكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره وحضره ومدخله ومخرجه دليل على كمال محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق رغبته في الجهاد والخير وتحصيل العلم والله أعلم اهـ من المفهم (قال) أنس: (فحملت) أم سليم من جماع تلك الليلة ولدًا (قال) أنس: (فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم) يومًا من الأيام (في سفر وهي) أي والحال أن أم سليم (معه) صلى الله عليه وسلم مع أبي طلحة (وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم) في