عادته (إذا أتى المدينة من سفر) أي قاربها (لا يطرقها طروقًا) أي لا يدخلها دخولًا في الليل (فدنوا) أي قاربوا (من المدينة) فنزلوا حتى يصبح (فضربها) أي ضرب أم سليم وأخذها (المخاض) أي وجع الولادة للولد الذي حملته تلك الليلة المباركة لهما (فاحتبس) بالبناء للمفعول وافتعل هنا بمعنى الثلاثي أي حبس (عليها) أي لأجلها (أبو طلحة) عن المسير مع النبي صلى الله عليه وسلم (وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم) مستعجلًا إلى المدينة (قال) أنس (يقول أبو طلحة) حين حُبس لأجل مخاض أم سليم وتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في دخول المدينة أي يقول في دعائه: (إنك لتعلم يا رب إنه) أي إن الشأن والحال (يعجبني) أي يحبني ويسرني (أن أخرج) من المدينة (مع رسولك إذا خرج) منها للجهاد أو لغيره (وأدخل معه) المدينة (إذا دخل) رسولك المدينة (وقد احتبست) أي حُبست من دخول المدينة مع رسولك (بما ترى) أي بسبب ما ترى من مخاض أم سليم (قال) أنس (تقول أم سليم) لأبي طلحة (يا أبا طلحة ما أجد) من نفسي الوجع (الذي كنت أجد) هـ في العادة عند الولادة؛ تريد أن الطلق انجلى عنها وتأخرت الولادة، وفيه استجابة لدعاء أبي طلحة رضي الله عنه حتى يتمكن من دخول المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (انطلق) أي اذهب بنا إلى المدينة كي ندخلها، قال أنس:(فانطلقنا) أي ذهبنا إلى المدينة (قال) أنس: (وضربها) أي أخذها (المخاض) أي وجع الولادة (حين قدما) ووصلا المدينة، قال القرطبي: ورفع وجع الولادة عن أم سليم عند دعاء أبي طلحة دليل على كرامات الأولياء وإجابة دعواتهم وأن أبا طلحة وأم سليم منهم (غـ) لما قدما المدينة (ولدت غلامًا) وهو عبد الله بن أبي طلحة رضي الله عنهم (فـ) لما ولدت (قالت لي أمي) أم سليم: (يا أنس لا يرضعه) ولا يحنكه بالجزم على أنه لا ناهية، وبالرفع على أن لا نافية أي لا يرضع هذا الولد (أحد)