من الناس (حتى تغدو) وتبكر (به على رسول الله صلى الله عليه وسلم) فيحنكه، قال أنس:(فلما أصبح) الولد ودخل في الصباح (احتملته) أي حملته فافتعل هنا لمبالغة الثلاثي (فانطلقت به) أي بالولد (إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) أنس: (فصادفته) أي وافقت رسول الله صلى الله عليه وسلم (و) الحال أنه معه ميسم بكسر الميم وهو المكوى الذي يكوى ويوسم أي يعلم به الحيوان من الإبل وغيرها، من الوسم وهو العلامة ومنه قوله تعالى: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (١٦)} أي سنجعل على أنفه سوادًا يُعرف به يوم القيامة والخرطوم من الإنسان رأس الأنف (فلما رآني) رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال) لي: (لعل أم سليم ولدت؟ قلت) له: (نعم) ولدت يا رسول الله (فوضع الميسم) الذي كان بيده على الأرض (قال) أنس (وجئت به) أي بالولد (فوضعته في حجره) أي على مقدم بدنه (ودعا) أي طلب (رسول الله صلى الله عليه وسلم بعجوة) أي بتمرة (من عجوة المدينة) أي من تمورها وهو أجود تمورها (فلاكها) أي مضغ رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك العجوة (في فيه) أي في فمه (حتى ذابت) تلك العجوة وانماعت في فمه صلى الله عليه وسلم (ثم) بعد مضغها في فيه (قذفها) أي قذف تلك العجوة المذابة (في في الصبي) أي في فم الولد (فجعل الصبي) أي شرع (يتلمظها) أي يمتصها ويتتبع بلسانه بقيتها ويمسح به شفتيه (قال) أنس: (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انظروا إلى حب الأنصار التمر) حتى هذا الولد يحبه (قال) أنس: (فمسح) رسول الله صلى الله عليه وسلم (وجهه) أي وجه الولد ورأسه (وسماه) أي سمى الولد (عبد الله) أي باسم عبد الله لأنه أفضل الأسماء.