للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَال بِلالٌ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا فِي الإِسْلامِ أَرْجَى عِنْدِي مَنْفَعَةً، مِنْ أَنِّي لَا أَتَطَهَّرُ طُهُورًا تَامًّا، فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيلٍ وَلَا نَهَارٍ، إلا صَلَّيتُ بِذلِكَ الطُّهُورِ، مَا كَتَبَ اللهُ لِي أَنْ أُصَلِّيَ

ــ

كان عليه في حال حياته واستمراره على قرب منزلته، وفيه منقبة عظيمة لبلال رضي الله عنه اهـ.

قال القرطبي: هذا السؤال إنما أخرجه من النبي صلى الله عليه وسلم ما اطلع عليه من كرامة بلال رضي الله عنه بكونه أمامه في الجنة فسأله عن العمل الذي لازمه حتى أوصله إلى ذلك، وقد جاء هذا الحديث في كتاب الترمذي بأوضح من هذا من حديث بريدة بن الحصيب قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بلالًا فقال: "يا بلال بم سبقتني إلى الجنة؟ فما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي، دخلت الجنة فسمعت خشخشتك أمامي" وذكر الحديث فقال بلال: يا رسول الله ما أذنت قط إلا صليت ركعتين، ولا أصابني حدث قط إلا توضأت عنده، ورأيت أن لله تعالى علي ركعتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بهما" قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح اهـ مفهم.

قوله: (بهما) أي سبب ثواب فعل ذينك الأمرين وصلت إلى ما رأيت من كونك معي في الجنة اهـ من المفهم.

(قال بلال ما عملت) يا رسول الله (عملًا في الإسلام أرجى عندي منفعة من أني لا أتطهر) من حدث (طهورًا تامًّا في) آية (ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب الله) وقدّر (لي أن أصلي) به من عدد ركعات الصلاة، وفي الحديث فضيلة سنة الوضوء، قال ابن التين: إنما اعتقد بلال ذلك أي كونه أرجى أعماله لأنه علم من النبي صلى الله عليه وسلم أن الصلاة أفضل الأعمال وأن عمل السر أفضل من عمل الجهر، والظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله عن الأعمال المتطوّع بها وإلا فالفرائض أفضل قطعًا اهـ.

قال الدهني: وفيه فضيلة الصلاة عقب الوضوء، وهي تسمى شكر الوضوء وهي مستحبة عندنا وسنة عند الشافعي وإنها تباح في أوقات الكراهة الخمسة في حق النوافل عنده لأن الصلاة ذات سبب تباح عنده في أي وقت كان والله أعلم اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>