من الله تعالى فمنه ما يقذفه الله تعالى في قلب النبي وروعه ومنه ما يسمعه الله للنبي مع كون ذلك النبي محجوبًا عن رؤية الله تعالى ومنه ما يبلغه إليه الملك وحاصلها الإعلام بأن الله تعالى لم يره أحد من البشر في هذه الدار نبيًّا كان أو غير نبي ويشهد لهذا قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح "اعلموا أنه لا يرى أحد ربه حتى يموت" ذكره الحافظ في فتح الباري [١/ ١٢٠] وقد تقدم الخلاف في رؤية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ربه في كتاب الإيمان والصحيح أنه لم يأت قاطع بذلك والأصل بقاء ما ذكرناه على ما أصلناه والله تعالى أعلم.
واستدل المؤلف رحمه الله تعالى على فضائل عبد الله بن عمرو وأبي جابر رضي الله عنهم فقال:
٦١٩٩ - (٢٤٥٥)(٢٠٨)(حدثنا عبيد الله بن عمر) بن ميسرة الجشمي (القواريري) البصري، ثقة، من (١٠) روى عنه في (١٠) أبواب (وعمرو) بن محمد (الناقد) البغدادي كلاهما) رويا (عن سفيان) بن عيينة (قال عبيد الله: حدثنا سفيان بن عيينة قال: سمعت) محمد (بن المنكدر) القرشي التيمي المدني، ثقة، من (٣) روى عنه في (١١) بابا (يقول: سمعت جابر بن عبد الله يقول): وهذا السند من رباعياته (لما كان يوم) غزوة (أحد جيء بأبي) أي بوالدي عبد الله بن عمرو من مصرعه إلى المدينة، حالة كونه (مسجى) أي مغطى جميع بدنه بثوب (و) الحال أنه (قد مُثِل به) بضم الجيم وكسر المثلثة المخففة يقال: مثل بالقتيل والحيوان، يمثل مثلًا من باب قتل يقتل قتلًا إذا قُطع أطرافه أو أنفه أو أذنه أو مذاكيره أو نحو ذلك، والاسم المثلة فأما مثل بالتشديد فهو للمبالغة والرواية هنا بالتخفيف اهـ نووي (قال) جابر: (فأردت) أي قصدت (أن أرفع) وأكشف عنه (الثوب) الذي مات فيه لأنظر إلى وجهه (فنهاني) أي منعني (قومي) وأقاربي أن أكشف وجهه لئلا يزداد حزني إذا رأيت ما فعل به الكفار من المثلة، وقيل: لعلهم نهوه زعمًا منهم بأن الكشف عن وجه الميت لا يجوز (ثم أردت أن أرفع الثوب) عنه مرة ثانية