والمنفور المغلوب يقال نفره إذا غلبه في شيء من بابي ضرب ونصر اهـ من الأبي والمراد هنا المسابقة في الشعر بعوض والله أعلم قال عبد الله بن الصامت (قال) لنا أبو ذر (وقد صليت يا ابن أخي) يريد عبد الله بن الصامت (قبل أن ألقى) وأرى (رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث سنين) أي في ثلاث سنين قال عبد الله بن الصامت (قلت) لأبي ذر (لمن) تصلي (قال) أبو ذر أصلي (لله) قال عبد الله (قلت) لأبي ذر (فأين توجه) أي فإلى أين تتوجه وإلى أي جهة تتوجه في صلاتك بحذف إحدى التاءين (قال) أبو ذر (أتوجه) وأستقبل (حيث يوجهني ربي) أي أي جهة وجهني ربي إليها من مشارق الأرض ومغاربها وجنوبها وشمالها (أصلّي عشاءً) أي في أوائل الليل (حتى إذا كان) الزمن (من آخر الليل أُلقيت) بالبناء للمفعول أي رميت على الأرض أي ألقيت نفسي على الأرض نائمًا (كأني خفاء) وكساء لا جسم فيه والخفاء بكسر الخاء المعجمة وتخفيف الفاء هو الكساء وزنًا ومعنًى يجمع على أخفية ككساء وأكسية.
قوله "وقد صليت يا بن أخي" هذا خطاب من أبي ذر لعبد الله بن الصامت يريد أنه كان يصلي قبل أن يؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أخرج ابن سعد في طبقاته (٤/ ٢٢٢) من طريق الواقدي عن أبي معشر قال كان أبو ذر يتأله في الجاهلية ويقول لا إله إلا الله ولا يعبد الأصنام وظاهر أن أفعال هذه الصلاة التي يصليها أبو ذر كانت تختلف عن الصلاة الشرعية قال القرطبي والمراد بالصلاة هنا إلهام للقلوب الطاهرة ومقتضى العقول السليمة فإنها توفق للصواب وتلهم للرشد اهـ مفهم قوله "كأني خفاء" بكسر الخاء بمعنى الغطاء أو الكساء والمراد أني أصلّي من الليل طويلًا حتى إذا كانا آخر الليل اضطجعت على فراشي ونمت كأني كساء مستغرقًا في النوم (حتى تعلوني الشمس) أي حتى ترتفع عليّ الشمس ويغلبني إشراقها ويوقظني شدة حرّها (فـ) ـبعد ما نزلنا حضرة مكة وقربها (قال) لي أخي (أنيس إن لي حاجة بمكة) وأنا أريد الذهاب إليها