(فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأسلم نصفهم الباقي وجاءت أسلم) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (فقالوا) له (يا رسول الله إخوتنا) بنو غفار أسلموا ونحن (نسلم) يا رسول الله (على) الدين (الذي أسلموا عليه فأسلموا) أي فأسلمَ قوم أسلمَ كلهم أيضًا فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لهاتين القبيلتين (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم) لهما (غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله) تعالى قال القرطبي إنما دعا النبي صلى الله عليه وسلم لهاتين القبيلتين لأنهما أسلمتا طوعًا من غير قتال ولا إكراه ويحتمل أن يكون ذلك خبرًا عما فعل الله بهاتين القبيلتين من المغفرة والمسالمة لهما وكيفما كان المعنى فقد حصل لهما فخر السابق وأجر اللاحق وفيه مراعاة التجنيس في الألفاظ وشارك المؤلف في رواية قصة إسلام أبي ذر أحمد في مسنده [٥/ ١٧٤] والبخاري في المناقب باب قصة إسلام أبي ذر [٣٥٢٢] وفي فضائل الصحابة باب إسلام أبي ذر [٣٨٦١].
ثم ذكر المؤلف التابعة في قصة إسلام أبي ذر رضي الله عنه فقال:
٦٢٠٥ - (٠)(٠)(حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي) المروزي (أخبرنا النضر بن شميل) المازني أبو الحسن البصري ثقة من (٩) روى عنه في (٩) أبواب (حدثنا سليمان بن المغيرة) القيسي البصري ثقة من (٧) روى عنه في (٩) أبواب (حدثنا حميد بن هلال) العدوي البصري ثقة من (٣) روى عنه في (٩) أبواب (بهذا الإسناد) يعني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر الغفاري وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة النضر بن شميل لهدّاب بن خالد (و) لكن (زاد) النضر بن شميل على هدّاب (بعد قوله) أي بعد قول أبي ذر لأنيس (فاكفني حتى أذهب فانظر قال نعم) مقول لقوله أي زاد النضر بعد هذا المقول