أنيس (ما بي رغبة) وإعراض (عن دينك) الذي دخلت فيه بل أقبله (فإني قد أسلمت) كما أسلمت (وصدقت) الرجل كما صدقت قال أبو ذر (فـ) ـعقب ما وافقني أنيس (أتينا) أي أتيت أنا وأخي أنيس (أُمّنا) فأخبرناها بإسلامنا (فقالت) أمّنا (ما بي رغبة) أي إعراض (عن دينكما) أي أقبله ولا أكرهه (فإني قد أسلمت) لله تعالى (وصدّقت) برسول الله تعالى فيما جاء به قال أبو ذر (فاحتملنا) أي حملنا أنفسنا ومتاعنا على إبلنا وسرنا (حتى أتينا) وجئنا (قومنا) بني (كفار) بن كنانة فدعوناهم إلى الإسلام (فأسلم نصفهم) وأقاموا الصلاة (وكان يؤمهم) أي يصلي بهم إمامًا (إيماء) بكسر الهمزة على المشهور وحكى القاضي فتحها أيضًا وأشار إلى ترجيحه وليس براجح اهـ نووي (ابن رحضة) بفتحات وضاد معجمة (الغفاري) أي المنسوب إلى بني غفار (وكان) إيماء بن رحضة (سيدهم) أي سيد بني غفار ورئيسهم ويظهر من هذا الحديث أنه أسلم قديمًا وذكر الزبير بن بكّار أنه حضر بدرًا مع المشركين كما في الإصابة [١/ ١٠٣] فيكون إسلامه بعد ذلك وابنه خفاف بن إيماء صحابي مشهور وقد وقع عند أحمد في مسنده [٥/ ١٧٥] في هذه الرواية وكان يؤمهم خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري.
وقد أخرج ابن سعد في طبقاته [٤/ ٢٢٤] من طريق الواقدي أن أبا ذر قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمره بالرجوع إلى قومه يا رسول الله أما قريش فلا أدعهم حتى أثأر منهم ضربوني فخرج حتى أقام بعسفان وكلما أقبلت عير لقريش يحملون الطعام عليها ينفر بهم على ثنية غزال فتلقي أحمالها فجمعوا الحنط "جمع حنطة" قال يقول أبو ذر لقومه لا يمسنَّ أحد حبة حتى تقولوا لا إله إلا الله فيقولون لا إله إلا الله ويأخذون الغرائر اهـ قال أبو ذر رضي الله عنه (وقال نصفهم) أي نصف قومي بني غفار (إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة) أي وقت قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرًا (أسلمنا) جواب إذا.