للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَال: لَمَّا بَلَغَ أَبَا ذَرٍّ مَبْعَثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ قَال لأخَيهِ: ارْكَبْ إِلَى هَذَا الْوَادِي. فَاعْلَمْ لِي عِلْمَ هذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ يَأْتِيهِ الْخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ. فَاسْمَع مِنْ قَوْلِهِ ثُمَّ ائْتِنِي. فَانْطَلَقَ الآخَرُ حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ. وَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ. ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أبِي ذَرٍّ فَقَال: رَأَيتُهُ يَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الأَخْلاقِ. وَكَلامًا مَا هُوَ بِالشعْرِ. فَقَال: مَا شَفَيتَنِي فِيمَا أَرَدْتُ فَتَزَوَّدَ وَحَمَلَ شَنَّةً لَهُ، فِيهَا مَاءٌ

ــ

المعجمة وفتح الموحدة الذرَّاع القسام البصري القصير ثقة من (٦) روى عنه في (٥) أبواب (عن أبي جمرة) نصر بن عمران بن عصام الضبعي البصري ثقة من (٣) روى عنه في (٧) أبواب (عن ابن عباس) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته (قال) ابن عباس (لمّا بلغ أبا ذر) الغفاري خبر (مبعث النبي صلَّى الله عليه وسلم بمكة) أي من مكة المكرمة (قال) أبو ذر (لأخيه) أي لواحد من إخوته وهو غير أنيس (اركب) جملك يا أخي واذهب (إلى هذا الوادي) يعني وادي مكة (فاعلم لي) أي فاستخبر لي (علم هذا الرجل) أي خبر هذا الرجل (الدي يزعم أنَّه يأتيه الخبر) أي الوحي (من) رب (السماء فاسمع) لي (من قوله) أي بعض ما يقوله (ثم ائتني) وارجع إليّ بخبره (فانطلق) الأخ (الآخر) أي غير الذي أمر وهو أنييس الذي يعرف الشعر أي ذهب أنيس إلى مكة (حتى قدم مكة وسمع من قوله) أي من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثم رجع) أنيس (إلى أبي ذر فقال) أنيس لأبي ذر (رأيته) أي رأيت ذلك الرجل (يأمر) الناس (بمكارم الأخلاق) ومحاسنها كالعفاف والإنفاق على الأرامل والأيتام وصلة الرحم والتوحيد (و) يقول (كلامًا ما هو بالشعر) يعني القرآن (فقال) أبو ذر لأخيه أنيس (ما شفيتني) أي ما أزلت وكشفت عني (فيما أردت) أي مما أخذني من الهم الذي أردت الشفاء عنه وهو معرفة يقين خبر الرجل قال النووي هكذا في جميع نسخ مسلم "فيما" بلفظ في وفي رواية البخاري "مما" بلفظ من وهو أجود وأوضح أي ما بلغتني غرضي وأزلت عني هم كشف هذا الأمر اهـ والمعنى ما أتيتني بالتفاصيل التي كنت أحب أن أعرفها في شأن هذا الرجل (فتزود) أبو ذر أي أخذ زاد السفر من الطعام (وحمل) معه (شنّة) أي قربة بالية (له فيها ماء) وهذه الرواية صريحة في أن أبا ذر كان معه زاد حين سافر إلى مكة وقد مرّ في رواية عبد الله بن الصامت أنه لم يكن له طعام إلا ماء زمزم مدة ثلاثين بين يوم وليلة ويمكن

<<  <  ج: ص:  >  >>