للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ. فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَالْتَمَسَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَلَا يَعْرِفُهُ. وَكَرِهَ أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُ. حَتَّى أَدْرَكَهُ -يَعْنِي اللَّيلَ- فَاضْطَجَعَ. فَرَآهُ عَلِيٌّ فَعَرَفَ أَنَّهُ غَرِيبٌ. فَلَمَّا رَآهُ تَبِعَهُ. فَلَمْ يَسْأَلْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيءٍ. حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ احْتَمَلَ قُرَيبَتَهُ وَزَادَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَظَلَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَلَا يَرَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى أَمْسَى. فَعَادَ إِلَى مَضْجَعِهِ. فَمَرَّ بِهِ عَلِيٌّ. فَقَال: مَا أَنَى لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَهُ؟

ــ

الجمع بينهما بأنه كان معه زاد في ابتداء السفر ولكنه قد فني بعد وصوله إلى مكة أي تزود أبو ذر وذهب (حتى قدم مكة فأتى المسجد) الحرام (فالتمس) أي طلب (النبي صلّى الله عليه وسلم و) الحال أنه (لا يعرفه وكره) أبو ذر (أن يسأل) الناس (عنه) صلَّى الله عليه وسلم (حتى أدركه) أي أدرك أبا ذر الليل ودخل عليه (يعني) الرَّاوي بقوله حتى أدركه (الليل) وقوله (فاضطجع) أبو ذر للنوم معطوف على أدركه (فرآه) أي فرأى أبا ذر (عليَّ) بن أبي طالب مضطجعًا في الحرم (فعرف) عليٌّ (أنه) أي أن هذا المضطجع رجل (غريب) ليس من أهل البلد (فلما رآه) أي لما رأى علي أبا ذر (تبعه) أي تبع أبو ذر عليًّا إلى بيتهم (فلم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء) من أحواله (حتى أصبح) أي حتى دخل أبو ذر في الصباح (ثم) بعدما أصبح أبو ذر (احتمل) أي حمل أبو ذر (قريبته) بالتصغير أي قربته الصغيرة التي فيها الماء وفي بعض النسخ قربته بالتكبير وهي الثنة المذكورة أولًا (وزاده) أي أخذهما ورجع (إلى المسجد) الحرام وهذا يدل على أن أبا ذر كان معه زاد إلى ذلك الحين فيبعد التوفيق بينه وبين ما مرت في رواية عبد الله بن الصامت (فظل ذلك اليوم) أي صار أبو ذر طول ذلك اليوم في المسجد (ولا يَرَى) أي والحال أنه لم ير (النبي صلى الله عليه وسلم حتى أمسى) أي دخل في المساء وهو أي المساء من زوال الشمس إلى نصف الليل (فعاد) أي رجع أبو ذر (إلى مضجعه) أي محل ضجاعه في الليل الأول (فمرَّ به) أي على أبي ذر في الليل الثاني (عليُّ) بن أبي طالب (فقال) له عليّ: (ما أنى) بالقصر أي ما قرب (للرجل) وفي بعض النسخ "آن" بالمد وهما لغتان أي ما حان وقرب وفي بعض النسخ أما بزيادة ألف الاستفهام وهي مراده في الرواية الأولى أي أما أنى ولكن حذفت وهو جائز اهـ نووي أي أما قرب للرجل (أن يعلم) ويعرف (منزله) الذي يسكن فيه وهذا الكلام يحتمل معنيين الأول أنك لا تزال

<<  <  ج: ص:  >  >>