غريبًا إلى الآن ولم تهتد إلى منزل معين ترجع إليه وتبيت فيه والثاني أني دعوتك بالأمس إلى منزلي وصرت ضيفًا لي فصار منزلي كأنه منزلك أما عرفت ذلك إلى الآن حتى تنتظر أن أدعوك مرة ثانية (فأقامه فذهب به معه) إلى منزله (ولا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء) من شؤونه (حتى إذا كان يوم الثالث) من إضافة الموصوف إلى صفته كمسجد الجامع أي حتى إذا كان اليوم الثالث (فعل) عليٌّ بأبي ذر (مثل ذلك) أي مثل ما فعل به في اليوم الثاني وفسره بقوله أي (فأقامه عليٌّ) فذهب به (معه) إلى منزله (ثم) بعدما ذهب به (قال له) علي بن أبي طالب (ألا تحدثني) وتخبرني (ما) الأمر (الذي أقدمك هذا البلد) أي أيُّ شيء أقدمك هذا البلد (قال) أبو ذر لعلي (إن أعطيتني عهدًا وميثاقًا) وهو العهد المؤكد باليمين (لترشدني) أي على أن ترشدني وتدلني إلى مقصودي (فعلت) ذلك أي أخبرتك بالذي أقدمني هذا البلد (ففعل) علي ذلك أي أعطى له العهد والميثاق على ذلك (فأخبره) أبو ذر الأمر الذي أقدمه هذا البلد من معرفة بعثة النبي صلَّى الله عليه وسلم والإيمان به إن كان حقًّا (فقال) له علي بن أبي طالب (فإنه) أي فإن بعث محمد صلَّى الله عليه وسلم إلى الخلق (حق) أي صدق (وهو) أي محمد صلى الله عليه وسلم (رسول الله صلى الله عليه وسلم) بلا شك لظهور علامة صدقه عليه (فإذا أصبحت) يا أبا ذر أي دخلت في الصباح والفاء فيه للإفصاح (فاتبعني) أي فالحقني (فإني إن رأيت شيئًا أخافـ) ـه (عليك قمت كأني أريق الماء) ولعل المراد منه البول وفي رواية ابن قتيبة عند البخاري "كأني أصلح نعلي"(فإذا مضيت) أي دمت في مشيي ولم أقف في الطريق أو وقفت ثم مضيت بعد حصول الأمن من الخوف (فاتبعني) أي فالحقني ولا تقف (حتى تدخل مدخلي) أي محل دخولي (ففعل) عليٌّ ذلك الذي قاله لأبي ذر (فانطلق) أبو ذر معه حالة كونه (يقفوه) أي يقفو عليًّا ويتبعه (حتى دخل) عليّ به (على النبي صلّي الله عليه