للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ قَيسٍ، عَنْ جَرِيرٍ. قَال: كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بَيت يُقَالُ لَهُ: ذُو الْخَلَصَةِ. وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: الْكَعْبَةُ الْيَمَانِيَةُ وَالْكَعْبَةُ الشَّامِيَّةُ. فَقَال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: "هَلْ أَنْتَ مُرِيحِي مِنْ ذِي الْخَلَصَةِ وَالْكَعْبَةِ الْيَمَانِيَةِ وَالشَّامِيَّةِ؟ "

ــ

الأحمسي الكوفي (عن قيس) بن أبي حازم البجلي الكوفي (عن جرير) بن عبد الله البجلي الكوفي رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته (قال) جرير (كان في الجاهلية) في اليمن (بيت يقال له ذو الخلصة) بفتح الخاء واللام وحكى ابن دريد إسكان اللام وحكى ابن هشام ضمها والأول أشهر والخلصة في الأصل نبات له حب أحمر كخرز العقيق ووقع في رواية للبخاري في المغازي وكان ذو الخلصة بيتًا في اليمن لخشعم وبجيلة فيه نصب تعبد يقال له الكعبة وقيل اسم البيت الخلصة واسم الصنم ذو الخلصة وحكى المبرد أن موضع ذي الخلصة صار مسجدًا جامعًا لبلدة يقال لها العَبَلات من أرض خُشعم.

وحقق الحافظ في الفتح [٨/ ٧١] أنه كان في العرب صنمان باسم ذي الخلصة أولهما هذا الذي وقع ذكره في حديث الباب وكان باليمن في أرض خشعم والثاني صنم نصبه عمرو بن لحي في أسفل مكة وكانوا يلبسونه القلائد ويجعلون عليه بيض النعام ويذبحون عنده وهذا الثاني هو المراد في حديث أبي هريرة عند الشيخين في كتاب الفتن "لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة" (وكان) ذو الخلصة (يقال له الكعبة اليمانية) لكونها في اليمن (والكعبة) المشرفة بمكة يقال لها الكعبة (الشامية) لأنها في جهة الشام من اليمن وكانوا يقولون إن في العرب كعبتين إحداهما يمانية وأخرى شامية وقيل المعنى وكان ذو الخلصة يقال له الكعبة اليمانية وكان يقال له أيضًا الكعبة الشامية فكلاهما اسمان لذي الخلصة أما تسميته بالكعبة اليمانية فظاهر من جهة كونها في اليمن وأما تسميتهم إياه بالشامية فمن جهة أنه كان لها باب يفتح إلى الشام وهذا المعنى الثاني رجحه الحافظ في الفتح وهو المؤيد بقوله صلى الله عليه وسلم "هل أنت مريحي من ذي الخلصة والكعبة اليمانية والشامية" كما ذكره المؤلف بقوله قال جرير (فقال) لي (رسول الله صلى الله عليه وسلم هل أنت مريحي) يا جرير أي هل أنت تعطيني الراحة أي راحة قلبي (من) بقاء (ذي الخلصة و) بقاء (الكعبة اليمانية و) بقاء (الشامية) فالمراد بالثلاثة واحد كما بيّناه آنفًا أي هل تحصل راحة قلبي بحرقها لأن قلبي

<<  <  ج: ص:  >  >>