في تعب وتشوش من بقاء هذه الكعبة الشيطانية والمراد بالراحة راحة القلب وأي شيء كان أتعب لقلب النبي صلى الله عليه وسلم من بقاء ما يشرك به من دون الله تعالى وأخرج ابن حبان من حديث جرير أن النبي صلَّى الله عليه وسلم قال له يا جرير إنه لم يبق من طواغيت الجاهلية إلا بيت ذي الخلصة قال جرير (فنفرت) أي خرجت (إليه) أي إلى ذي الخلصة مسرعًا (في مائة) أي مع مائة (وخمسين) نفرًا (من) قبيلة (أحمس) وأحمس إخوة بجيلة رهط جرير ينتسبون إلى أحمس بن الغوث بن أنمار وهذا العدد المذكور أعني المائة والخمسين من خصوص قوم جرير وانضم إليهم بعض أتباعهم ووفد قيس بن غربة كما ورد في بعض الروايات فلا تعارض بين هذه الرواية وبين الروايات التي ذكر فيها عدد المائتين أو خمسمائة أو سبعمائة كما فصّله الحافظ في الفتح.
(فكسرناه) أي فكسرنا جداره وحرقنا سقفه (وقتلنا من وجدنا) هـ (عنده) أي عند ذي الخلصة من الخدمة قال جرير (فأتيته) صلى الله عليه وسلم أي جئته (فأخبرته) صلى الله عليه وسلم ما فعلناه به من الكسر والحرق والقتل (قال) جرير (فدعا) رسول الله صلى الله عليه وسلم (لنا) أي لقومي بجيلة (ولأحمس) إخوة بجيلة أي دعا لنا ولهم بالبركة في خيلنا وخيلهم ورجالنا ورجالهم ثم ذكر المؤلف المتابعة في هذا الحديث فقال:
٦٢١١ - (٠)(٠)(أخبرنا إسحاق بن إبراهيم) الحنظلي المروزي (أخبرنا جرير) بن عبد الحميد بن قرط الضبي الكوفي ثقة من (٨) روى عنه في (١٦) بابا (عن إسماعيل بن أبي خالد) سعيد الأحمسي الكوفي (عن قيس بن أبي حازم) الأحمسي الكوفي (عن جرير بن عبد الله) بن جابر (البجلي) بفتحتين نسبة إلى بجيلة بنت مصعب بن سعد العشيرة أم ولد أنمار بن إراش أحد أجداد جرير اهـ قسطلاني الكوفي رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته غرضه بيان متابعة إسماعيل بن أبي خالد لبيان بن بشر (قال) جرير (قال لي رسول الله قال الله عليه وسلم يا جرير ألا تريحني) أي ألا تحصل لي راحة قلبي (من)