تعبه ببقاء (ذي الخلصة) وعبادتها (بيت لخثعم) بدل من ذي الخلصة أو عطف بيان له قال القاضي عياض وفي غير مسلم من ذي الخلصة فيه صنم لها وفي البخاري بيت لخثعم وبجيلة فيه نصب لها اهـ وخثعم بفتحتين بينهما مثلثة ساكنة قبيلة باليمن (كان) ذلك البيت (يدعى) بالبناء للمجهول أي يسمى (كعبة اليمانية) قال النووي هكذا هو في جميع النسخ وهو من إضافة الموصوف إلى صفته وأجازه الكوفيون وقدر البصريون فيه حذفًا أي كعبة الجهة اليمانية واليمانية بتخفيف الياء على المشهور وحُكي تشديدها (قال) جرير (فنفرتُ) أي خرجت إليه مسرعًا (في) أي مع (خمسين ومائة فارس وكنت) أنا (لا أثبت) أي لا أستطيع الثبوت (على الخيل) عند الركوب وعند الإجراء (فذكرت ذلك) أي عدم ثبوتي على الخيل (لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب) أي وضع (يده) الشريفة (في صدري) أي على صدري (فـ) ـدعا لي و (قال) في دعائه (اللهم ثبّته) على الخيل (واجعله هاديًا) لغيره إلى الدين القويم (مهديًا) أي موفقًا للطريق المستقيم (قال) قيس بن أبي حازم (فانطلق) جرير رضي الله عنه (فحرَّقها) بتشديد الراء من التحريق أي فحرّق الكعبة اليمانية أي حرَّق سقوفها وأخشابها (بالنار ثم) بعدما حرّقها (بعث جرير) بن عبد الله رضي الله عنه (إلى رسول الله رجلًا يبشّره) صلى الله عليه وسلم بحرقها (يكنى) ذلك الرجل (أبا أرطاة) بفتح الهمزة وسكون الراء كان ذلك الرجل (منَّا) معاشر البجليين وهو من كلام قيس بن أبي حازم واسم الرجل حصين بن ربيعة كما في الرواية الآتية قال الحافظ هو صحابي بجلي لم أر له ذكرًا إلا في هذا الحديث.
قوله "فحرَّقها بالنار" وقد مر في الرواية السابقة أنه كسرها والجمع بينهما أنه كسر جدرانها وبناءها وحرق ما فيها من خشب ونحوه فذكر كل من الراويين ما لم يذكره الآخر ووقع ذكر الأمرين جميعًا فيما أخرجه البخاري في المغازي من طريق أبي أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد ولفظه "فحرَّقها وكسرها" (فأتى) جرير عقب ما أرسل البشير