العلم حالة كون البشير (يبشر النبي صلَّى الله عليه وسلم) بحرقها وهدمها وكسرها والجملة حال من فاعل جاء ثم شرع المؤلف في فضائل ابن عباس رضي الله عنه الذي هو الجزء الثاني من الترجمة.
"أما ابن عباس" فهو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم يكنى أبا العباس وُلد بالشعب وبنو هاشم محصورون فيه قبل خروجهم منه بيسير وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين واختلف في سنه يوم وفاة النبي صلَّى الله عليه وسلم فقيل عشر سنين وقيل خمس عشرة رواه سعيد بن جبير عنه وقيل كان ابن ثلاث عشرة سنة وقال ابن عباس إنه كان في حجة الوداع قد ناهز الاحتلام ومات عبد الله بالطائف سنة ثمان وستين في أيام ابن الزبير لأنه أخرجه من مكة وتوفي ابن عباس وهو ابن سبعين سنة وقيل ابن إحدى وسبعين وقيل ابن أربع وسبعين وصلّى عليه محمد بن الحنفية وقال اليوم مات رباني هذه الأمة وضرب على قبره فسطاطًا ويُروى عن مجاهد عنه أنه قال رأيت جبريل عند النبي صلَّى الله عليه وسلم مرتين ودعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحكمة مرتين وقال ابن مسعود رضي الله عنه فيه نعم ترجمان القرآن ابن عباس وكان عمر رضي الله عنه يقول فتى كهول لسان سؤول وقلب عقول وقال مسروق كانت إذا رأيت ابن عباس قلت أجمل الناس وإذا تكلم قلت أفصح الناس فإذا تحدث قلت أعلم الناس وكان يسمى البحر لغزارة علمه والحبر لاتساع حفظه ونفوذ فهمه وكان عمر رضي الله عنه يقربه ويدنيه لجودة فهمه وحسن تأنيه وجملة ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف حديث وستمائة وستون حديثًا أُخرج له في الصحيحين مئتا حديث وأربعة وثلاثون حديثًا اهـ من المفهم واستدل المؤلف على فضائله رضي الله عنه بحديثه فقال:
٦٢١٣ - (٢٤٦١)(٦)(حدثنا زهير بن حرب وأبو بكر) محمد أو أحمد (بن النضر) بن أبي النضر هاشم بن القاسم البغداي ثقة من (١١) روى عنه في (٧) أبواب (قالا حدثنا هاشم بن القاسم) بن مسلم بن مقسم الليثي مولاهم أبو النضر البغدادي ثقة من (٩) روى عنه في (١٠) أبواب (حدثنا ورقاء بن عمر) بن كليب (اليشكري) أو