للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَتَّى كُنْتُ فِي أَعْلَى الْعَمُودِ، فَأَخَذتُ بِالْعُرْوَةِ. فَقِيلَ لِي: اسْتَمْسِكْ.

فَلَقَدِ اسْتَيقَظْتُ وَإِنَّهَا لَفِي يَدِي، فَقَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَال: "تِلْكَ الرَّوْضَةُ الإِسْلامُ. وَذلِكَ العَمُودُ عَمُودُ الإِسْلامِ. وَتِلْكَ الْعُرْوَةُ عُرْوَةُ الْوُثْقَى. وَأَنْتَ عَلَى الإِسْلامِ حَتَّى تَمُوتَ". قَال: وَالرَّجُلُ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلامٍ

ــ

في مسلم والموطأ وغيرهما في غير هذا الموضع اهـ نووي أي صعدت على العمود (حتى كنت في أعلى العمود فأخذت) أي أمسكت (بالعروة) أي بالحلقة التي في أعلى العمود.

(فقيل لي استمسك) هذه العروة ولازمها ولا تتركها (فلقد) أي فأقسم بالإله الذي لا إله غيره لقد (استيقظت) وانتبهت من نومي (وإنها) أي والحال أن تلك العروة (في يدي) أي قبل أن أتركها وليس المراد أنه استيقظ وهي باقية في يده مرئية له وإن كانت قدرة الله صالحة لذلك اهـ قسطلاني قال العيني معناه أنه بعد الأخذ استيقظت وهي مأخوذة له في يده من غير فاصلة بينهما ولم يرد أنها بقيت في يده بعد يقظته ولو حمل على ظاهره لم يمتنع في قدرة الله تعالى ولكن الذي يظهر خلاف ذلك ويحتمل أن يريد أثر قبضها بقي في يده بعد الاستيقاظ يعني كانت مقبوضة أصابعها كانها تستمسك شيئًا كان يصبح فيرى يديه مقبوضة كذا في فتح الباري [٧/ ١٣١] (فقصصتها) أي فقصصت تلك الرؤيا وأخبرتها وعرضتها (على النبي صلَّى الله عليه وسلم فقال) لي النبي صلَّى الله عليه وسلم (تلك الروضة) التي رأيتها (الإسلام) أي روضة الإسلام وأحكامه وشرائعه (وذلك العمود) الذي رأيته في وسط الروضة (عمودُ الإسلام) أي أركان الإسلام الخمسة الشهادتان والصلاة والزكاة إلخ (وتلك العروة) التي تعلقت بها هي (عروة الوثقى) من إضافة الموصوف إلى صفته أي هي العروة الوثقى أي الموثوقة القوية التي لا تنقطع بيد من أمسكها يعني بها أركان الإيمان الستة قال العيني قوله الإسلام يريد به جميع ما يتعلق بالدين ويريد بالعمود الأركان الخمسة أو كلمة الشهادة وحدها ويريد بالعروة الوثقى الإيمان قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله (وأنت) يا عبد الله مستمر (على الإسلام حتى تموت) عليه (قال) قيس بن عباد (والرجل) الرائي هو (عبد الله بن سلام) قال الدهني قوله (والرجل عبد الله بن سلام" فيحتمل أن يكون هو قوله ولا مانع أن يخبر بذلك ويريد نفسه ويحتمل أن يكون من كلام الراوي اهـ وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث

<<  <  ج: ص:  >  >>