سلام من هذه الجهة ونبه على أن مثل هذا الكلام لا يقال إلا بعد ثبوت النص في ذلك فكان من الواجب عليهم أن يذكروا مستندًا لقولهم لئلا يكون تحكمًا على الله تعالى ومن أجل ذلك ذكر قصة رؤياه التي يمكن أن يستند إليها في ذلك والله أعلم اهـ من التكملة.
(و) لكن (سأحدثك لم) قالوا (ذاك) الكلام أي سأخبرك جواب لم قالوا ذلك الكلام أي أبين مستندهم في ذلك وذلك أني (رأيت رؤيا) أي منامًا (على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي في زمن حياته (نقصصتها) أي عرضتها (عليه) صلَّى الله عليه وسلم ليعبرها لي وتلك الرؤيا أني (رأيتني) أي رأيت نفسي في المنام (في روضة) أي في مكان كثير الأشجار والنبات قال قيس بن عباد (ذكر) عبد الله بن سلام الرائي للمنام (سعتها) أي بعد سعتها ومساحتها (و) كثرة (عشبها) ونباتها (و) شدة (خضرتها و) ذكر ابن سلام أيضًا أن (وسط) تلك (الروضة) بفتح السكون وسكونها أي أن في وسطها (عمود) أي إسطوانة (من حديد) يجمع على عمد وأعمدة (أسفله) أي أسفل ذلك العمود مركز (في الأرض وأعلاه) داخل (في السماء في أعلاه) أي في أعلى ذلك العمود (عروة) أي حلقة كما في بعض الروايات بسكون اللام وفتحها أي سلسلة (فقيل لي ارقه) أي ارق هذا العمود ويحتمل كون الهاء للسكت (فقلت له) أي للقائل ذلك (لا أستطيع) أي لا أقدر الرقي والصعود عليه (فجاءني منصف) بكسر الميم وسكون النون وفتح الصاد أي خادم كما (قال ابن عون) وفسّره بقوله (والمنصف الخادم فقال) أي أخذ المنصف (بثيابي من خلفي) أي ورائي ليطلعني على العمود وفي الكلام التعبير بالقول عن الفعل قال قيس بن عباد (وصف) عبد الله بن سلام أي ذكر وبيّن بقوله فقال بثيابي إلخ (أنه) أي أن ذلك المنصف (رفعه) أي رفع عبد الله مع ثيابه (من خلفه) وورائه (بيده) ليطلعه ويصعده على العمود (فرقيت) أي صعدت على العمود وهو بكسر القاف من باب رضي يرضى على اللغة المشهورة وحُكي فتحها من باب رمى قال القاضي وقد جاء بالروايتين