للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ مَعَدٍّ ... سِبَابٌ أَو قِتَالٌ أَوْ هِجَاءُ

فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللهِ مِنْكُمْ ... وَيمْدَحُهُ وَينْصُرُهُ سَوَاءُ

وَجِبْرِيلٌ رَسُولُ اللهِ فِينَا

ــ

بالأنصار ولم يذكر المهاجرين لأنهم لم يظهر لهم أمر إلا عند اجتماعهم مع الأنصار أو تركهم لضيق النظم.

ثم ذكر الحادي عشر منها بقوله:

(لنا في كل يوم من معد ... سباب أو قتال أو هجاء)

قال البرقوقي (لنا) يعني معشر الأنصار وقوله "من معد" يعني قريشًا لأنهم عدنانيون أي (لنا) معاشر الأنصار (في كل يوم) من أيام المعارك (من معد) أي مع بني معد بن عدنان يعني قريشًا لأنهم من نسل معد بن عدنان بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام (سباب) بالنثر (أو قتال) بالسيف (أو هجاء) بالنظم وأوفي الموضعين للتنويع.

ثم ذكر الثاني عشر منها بقوله:

(فمن يهجو رسول الله منكم ... ويمدحه وينصره سواءُ)

والفاء في قوله (فمن يهجو) للإفصاح لأنها أفصحت عن جواب شرط مقدر تقديره إذا عرفتم أن الله تعالى يسر له جندًا عرضتها اللقاء وأردتم بيان ما جرى بينه وبينكم فأقول لكم يا معشر قريش إن من يهجو ويشتم (رسول الله) صلى الله عليه وسلم (منكم) كأبي سفيان بن الحارث ومشركي مكة (و) من (يمدحه) منكم بلسانه (وينصره) بسيفه كالمهاجرين (سواء) عنده لأن هجو من هجاه لا يلحقه به ضرر ومدح من مدحه ونصر من نصره لا يزيده منزلة عند الله تعالى بل هو غني عن مدحكم ونصركم بنصر الله تعالى له ومدحه له في كتابه يعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم من العزة والشرف بمكان لا يضره هجاؤكم ولا ينفعه مدحكم ونصركم لأنكم من الهوان بحيث لا يعبأ بكم وهو من العزة والشرف والمنعة والوجاهة بحيث لا ينال منه ولا يرتقى إليه. ثم ذكر الثالث عشر منها بقوله:

(وجبريل رسول الله فينا

قوله (وجبريل) مبتدأ (رسول الله) عطف بيان له (فينا) خبر المبتدإ أي معنا بالنصر والتأييد (وروح القدس) معطوف على رسول الله وقوله (ليس له كفاء) خبر ثان للمبتدأ

<<  <  ج: ص:  >  >>