أي فإن حاطبًا (شهد بدرًا و) بيعة (الحديبية) "وما يدريك أن الله اطّلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [٣/ ٣٢٥] والترمذي في المناقب باب في من سبّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم [٣٨٦٤]. وقال النووي "قوله كذبت لا يدخلها" إلخ فيه فضيلة أهل بدر والحديبية وفضيلة حاطب لكونه منهم وفيه أن لفظة الكذب هي الإخبار عن الشيء خلاف ما هو عليه عمدًا كان أو سهوًا سواء كان الإخبار عن ماض أو مستقبل وخصته المعتزلة بالعمد وهذا يرد عليهم اهـ نووي.
ثم استدل المؤلف على الجزء الأخير من الترجمة بحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما وهو فضائل أصحاب الحديبية رضي الله عنهم فقال:
٦٢٥٠ - (٢٤٨١)(٣٧)(حدثني هارون بن عبد الله) بن مروان البغدادي أبو موسى البزّاز الحمّال ثقة من (١٠) روى عنه في (٩) أبواب (حدثنا حجاج بن محمد) الأعور المصيصي أبو محمد البغدادي ثقة من (٩) روى عنه في (٥) أبواب (قال) حجاج (قال) لنا (ابن جريج) ثقة من (٦)(أخبرني أبو الزبير) المكي الأسدي مولاهم (أنه سمع جابر بن عبد الله) الأنصاري رضي الله عنهما (يقول أخبرتني أم مبشر) الأنصارية امرأة زيد بن حارثة كنيتها اسمها رضي الله عنها وهذا السند من سداسياته ومن لطائفه أن فيه رواية صحابي عن صحابية (أنها) أي أن أمَّ مبشر (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة) بنت عمر أم المؤمنين رضي الله عنهما (لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب) بيعة (الشجرة أحدٌ) وهم (الذين بايعوا) رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا يفرّوا (تحتها) أي تحت شجرة الحديبية وقوله إن شاء الله للتبرك لا للشك لأنه استثناء في واجب قد أعلمه الله تعالى بمحصوله بقوله: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} [الفتح: