للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَهَزَمَ اللهُ أَصْحَابَهُ. فَقَال أَبُو مُوسَى: وَبَعَثَنِي مَعَ أَبِي عَامِرٍ. قَال: فَرُمِيَ أَبُو عَامِرٍ فِي رُكْبَتِهِ، رَمَاهُ رَجُلٌ مِن بَنِي جُشَمٍ بِسَهْمٍ، فَأَثْبَتَهُ فِي رُكْبَتِهِ، فَانْتَهَيتُ إِلَيهِ فَقُلْتُ: يَا عَمِّ، مَنْ رَمَاكَ؟ فَأَشَارَ أَبُو عَامِرٍ إِلَى أبِي مُوسَى. فَقَال: إِنَّ ذَاكَ قَاتِلِي، تَرَاهُ ذلِكَ الَّذِي رَمَانِي. قَال أَبُو مُوسَى: فَقَصَدْتُ لَهُ فَاعْتَمَدْتُهُ فَلَحِقْتُهُ. فَلَمَّا رَآنِي وَلَّى عَنِّي ذَاهِبًا. فَاتَّبَعْتُهُ وَجَعَلْتُ أَقُولُ لَهُ: أَلا تَسْتَحْيِي؟ أَلَسْتَ عَرَبِيًا؟ أَلا تَثْبُتُ؟ فَكَفَّ. فَالْتَقَيتُ أَنَا

ــ

على أكمة فرأوا كتيبة فقال خلوهم لي فخلوهم فقال هذه قضاعة ولا بأس عليكم ثم رأوا كتيبة مثل ذلك فقال هذه سليم ثم رأوا فارسًا وحده فقال خلوه لي فقالوا معتجر بعمامة سوداء فقال هذا الزبير بن العوام وهو قاتلكم ومخرجكم من مكانكم هذا قال فالتفت الزبير فرآهم فقال علام هؤلاء ها هنا فمضى إليهم وتبعه جماعة فقتلوا منهم ثلاثمائة فحزّ رأس دريد بن الصمة فجعله بين يديه (وهزم الله أصحابه) أي أصحاب دريد أي فرّقهم وشتتهم (فقال أبو موسى وبعثني) رسول الله صلى الله عليه وسلم (مع أبي عامر قال) أبو موسى (فرمي أبو عامر) بسهم وطعن (في ركبته رماه) أي رمى أبا عامر (رجل من بني جشم) بوزن زُفر بضم الجيم وفتح الشين يقال إنه سلمة بن دُريد بن الصمة كذا ذكر ابن إسحاق (فأثبته) أي فأثبت السهم (في ركبته) أي في ركبة أبي عامر قال أبو موسى (فانتهيت) أنا أي وصلت (إليه) أي إلى أبي عامر (فقلت) له (يا عم من رماك فأشار أبو عامر إلى أبي موسى) أي لأبي موسى إلى قاتله فإلى بمعنى اللام وفي الكلام التفات من التكلم إلى الغيبة وكان مقتضى السياق فأشار إلى قاتله كما أشرنا إليه في الحل (فقال) أبو عامر (إن ذلك) الرجل القريب منا (قاتلي) هل (تراه) أي هل ترى ذلك الرجل (ذلك) الرجل الذي أريتك هو (الذي رماني) والكلام كله لأبي عامر (قال أبو موسى فقصدت له) أي إلى ذلك الرجل الذي أشار لي إليه (فاعتمدته) أي جعلته نصب عيني لم ألتفت عنه يمينًا وشمالًا ولم أفتر عن طلبه (فلحقته) أي لحقت ذلك الرجل وقيل معنى "فاعتمدته" أي تبعته فلحقته (فلما رآني ولّى عنّي) أي أدبر عني أي جعل دبره وظهره إليّ حالة كونه (ذاهبًا) أي شاردًا عني هاربًا (فاتبعته وجعلت) أي شرعت (أقول له ألا تستحي) من أن تهرب وتفرّ عني (ألست عربيًّا) شجاعًا يدافع عن نفسه (ألا تثبت) في محلك وتنتظرني (فكف) نفسه أي منع نفسه عن الهرب والفرار فانتظر لي (فالتقيت أنا

<<  <  ج: ص:  >  >>