للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَهُوَ. فَاخْتَلَفْنَا أَنَا وَهُوَ ضَرْبَتَينِ. فَضَرَبْتُهُ بِالسَّيفِ فَقَتَلْتُهُ. ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَبِي عَامِرٍ فَقُلْتُ: إِن اللهَ قَدْ قَتَلَ صَاحِبَكَ. قَال: فَانْزِعْ هذَا السَّهْمَ. فَنَزَعْتُهُ فَنَزَا مِنْهُ الْمَاءُ. فَقَال: يَا بْنَ أَخِي، انْطَلِقْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ. وَقُلْ لَهُ: يَقُولُ لَكَ أَبُو عَامِرٍ: اسْتَغْفِرْ لِي.

قَال: وَاسْتَعْمَلَنِي أَبُو عَامِرٍ عَلَى النَّاسِ. وَمَكَثَ يَسِيرًا ثمَّ إِنَّهُ مَاتَ. فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ دَخَلْتُ عَلَيهِ، وَهُوَ فِي بَيتِ عَلَى سَرِيرٍ مُرْمَلٍ، وَعَلَيهِ فِرَاشٌ،

ــ

وهو) أي اجتمعت أنا وهو (فاختلفنا) أي تضاربت (أنا وهو ضربتين) أي تضاربنا ضربتين أنا مرة وهو مرة (فضربته) ثانيًا (بالسيف فقتلته ثم رجعت إلى أبي عامر فقلت) له (إن الله) عزَّ وجلَّ (قد قتل صاحبك) الذي رماك بيدي (قال) أبو عامر إذًا (فانزع) عني أي فأخرج عنّي (هذا السهم فنزعته) أي فنزعت السهم عنه (فنزا) أي خرج وجرى (منه) أي من موضع السهم (الماء) لا الدم أي انصب الماء من موضع السهم بشدة والمعنى خرج الماء بسرعة إثر خروج السهم وأصل النزو الارتفاع والوثب (فقال) لي أبو عامر (يا بن أخي انطلق) أي اذهب (إلى رسول الله فاقرئه مني السلام) أي فاقرأ - عليه السلام - مني (وقل له) أي لرسول الله صلى الله عليه وسلم (يقول لك أبو عامر استغفر لي قال) أبو موسى (واستعملني أبو عامر) أي جعلني أميرًا (على الناس ومكث) أبو عامر زمنًا (يسيرًا ثم إنّه مات) وفيه ما يدل على أن الوالي إذا عرض له أمر جاز له أن يستنيب غيره اهـ مفهم.

(فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم دخلت عليه) صلى الله عليه وسلم (وهو في بيت) مضطجع (على سرير مرمل) بضم الميم الأولى وسكون الراء وفتح الثانية على صيغة اسم المفعول أي منسوج وجهه بسعف النخل وشبهه وشدّ بشراك أو بشرائط اهـ من الأبي قال القرطبي مأخوذ من أرملت الحصير إذا شققته ونسجته بشريط أي بخيط أو غيره قال الشاعر:

إذ لا يزال على طريق لاحب ... وكان صفحته حصير مرمل

ويقال رملت الحصير أيضًا ثلاثيًّا ورمال الحصير بضم الراء وتخفيف الميم هو ما يؤثر منه في جنب المضطجع عليه (وعليه) أي وعلى ذلك السرير (فراش) أي بساط قال القرطبي كذا صحت الرواية بإثبات الفراش وقال القابسي الذي أعرف "وما عليه فراش".

<<  <  ج: ص:  >  >>